بدأت أمس اجتماعات اللجنة السعودية الجنوب أفريقية المشتركة في قصر المؤتمرات بالرياض، لبحث سبل تعزيز العلاقات الاقتصادية والتجارية بين البلدين الصديقين. ورأس وفد المملكة وزير التجارة والصناعة الدكتور توفيق بن فوزان الربيعة، فيما رأسها من الجانب الجنوب أفريقي وزير التجارة والصناعة الدكتور روبرت ديفيز، بحضور وفدي البلدين. ورحب وزير التجارة والصناعة الدكتور توفيق الربيعة باسم المملكة بالوزير الضيف والوفد المرافق، مؤكدا أهمية استمرار عقد اجتماعات اللجنة المشتركة بالتناوب بين البلدين من أجل الاسهام في زيادة حجم ونوعية التبادل التجاري القائم وبحث آفاق جديدة لتوسيعه وتعزيزه في مجالات عدة. ورأى أن العلاقات السياسية القائمة بين البلدين الصديقين وعلاقات الاحترام والصداقة بين قيادتي البلدين ستسهم في تعزيز التعاون الثنائي المشترك في كافة المجالات الاقتصادية والتجارية والاستثمارية بما يعود بنفعها لصالح شعبي البلدين. وقال الربيعة إن عقد اللجنة في دورتها الرابعة يأتي في إطار الحوار البناء الذي يجمع بين المملكة وجمهورية جنوب أفريقيا لبحث سبل تعزيز التعاون القائم والدفع بمستوى التبادل التجاري الحالي الذي بلغ في العام 2011م أكثر من 19.7 مليار ريال، من بينها أكثر من 18.2 مليار ريال صادرات سعودية ونحو 1.5 مليار واردات جنوب افريقية. وأوضح أنه رغم ذلك الرقم المحقق وميل الميزان التجاري إلى المملكة الا أنه لم يرق الى مستوى طموح البلدين الصديقين وذلك بالنظر الى الامكانات الاقتصادية الهائلة التي يملكها البلدان وتأثيرها الإقليمي والدولي خاصة وأنهما من بين الدول الأعضاء في مجموعة العشرين الدولية. ودعا الربيعة إلى ضرورة تفعيل الاتفاقيات الثنائية الموقعة بين البلدين وطرق مجالات جديدة للتعاون في المجالات الاقتصادية والتجارية والاستثمارية والدفاعية والأمنية والثقافية وتفعيل الاتفاقيات الموقعة بين مجلسي الغرف التجارية في البلدين والاتفاقيات التي وقعت في إطار مجلس الأعمال المشترك بين قطاعي الأعمال بما يعود نفعه لصالح المستثمرين والمصدرين في كلا البلدين. وأفاد وزير التجارة والصناعة أن لدى المملكة وجنوب افريقيا إمكانيات اقتصادية كبيرة لم تستغل بعد لتنشيط علاقاتهما التجارية والاقتصادية التي لو تم استغلالها بالشكل الأمثل من خلال مشاريع استثمارية وتعاون مشترك لتم تحقيق تبادل تجاري يفوق المستويات الحالية بكثير. وأشار في كلمته الافتتاحية الى أن جدول أعمال اللجنة في دورتها الحالية بالرياض تضمن العديد من الموضوعات التي ستسهم في دفع التعاون القائم بين البلدين الصديقين الى مستويات جديدة وستبحث خلال اجتماعات اللجان الفرعية المشكلة بين وفدي البلدين الكثير من سبل التعاون بين حكومتي البلدين في إطار السعي لاقامة شراكات جديدة في مجالات تعاون قائمة وجديدة بما يعود نفعها لصالح البلدين الصديقين. وعبر في ختام كلمته عن تهنئته لنظيره وزير التجارة والصناعة الجنوب أفريقي الدكتور روبرت ديفيز بمناسبة اليوم الوطني لبلاده. من جانبه وصف وزير التجارة والصناعة الجنوب أفريقي زيارته الحالية للمملكة العربية السعودية بأنها تأتي في إطار العلاقات الودية القائمة بين قيادتي وشعبي البلدين الصديقين، مشيراً الى المكانة الكبيرة التي تتمتع بها المملكة على المستوى الاقليمي والدولي مما جعلها الشريك الأول لجنوب افريقيا في المنطقة. ورأى أن حجم التبادل التجاري القائم بين المملكة وجنوب أفريقيا حتى في ظل الميزان التجاري لصالح المملكة لا يمثل طموحات البلدين الصديقين نظرا لما يتمتعان به من امكانات اقتصادية كبيرة. وأشار وزير التجارة والصناعة الجنوب أفريقي إلى أن بلاده تعتمد على المملكة في تلبية30% من احتياجاتها النفطية ومن المشتقات النفطية، داعيا في الوقت ذاته الى ضرورة البحث عن أفضل السبل للدخول في شراكات جديدة تسهم في تعزيز التعاون القائم بين البلدين الصديقين. وعبر الدكتور ديفيز عن ثقته في أن حرص حكومتي البلدين على استمرارية عقد اجتماعات اللجنة المشتركة في وقتها المحدد وبالتناوب يعد دليلا على رغبتهما الصادقة في تعزيز تعاونهما القائم وبحث سبل جديدة لتوسيع آفاق التعاون الحالية والدفع بها للأمام، مشيرا الى أن بلاده استقطبت استثمارات سعودية في قطاعات الاتصالات والصناعات البلاستيكية وأنها تطمح في وجود المزيد من المستثمرين السعوديين في أراضيها. عقب ذلك بدأت فرق العمل المشكلة بين وفدي البلدين في اجتماعاته بقصر المؤتمرات بالرياض لبحث الموضوعات المدرجة على جدول الأعمال والإعداد للمحضر النهائي الذي سيتم توقيعه في ختام الاجتماعات اليوم بحضور رئيسي وفدي البلدين. وستبحث اللجنة المشتركة على مدى يومين بالرياض عدة موضوعات لتنشيط التبادل التجاري القائم بين البلدين كما ونوعا وزيادة الوفود التجارية والمشاركة في المعارض المشتركة وضرورة مطابقة السلع الواردة من جنوب افريقيا للمواصفات السعودية وتسريع اجراءات تفعيل التعاون الدفاعي بين البلدين وتحقيق المزيد من التعاون العسكري والأمني ودعوة الشركات الجنوب افريقية للحصول على رخص تنقيب عن المعادن النفيسة والمعادن المصاحبة في المملكة ودعوة الشركات الجنوب الافريقية المتخصصة في مجالات التعدين للاستثمار في قطاع التعدين السعودي، إضافة الى تبادل المعلومات والخبرات الفنية بين البلدين والتعاون في مجال الاستزراع السمكي وطلب تحديد موعد لتوقيع اتفاقية للنقل البحري بين البلدين والتعاون في مجال الموانئ والسكك الحديدية والتعاون في مجالات التعليم العالي والتدريب الصحي والتعاون في مجالات الثقافة والإعلام وغيرها من المجالات. حضر الجلسة الافتتاحية أعضاء الوفدين الحكوميين وممثلون عن مجلس الغرف السعودية.