• بعد وفاة زوجي تقدم شقيقه لخطبتي، وبصراحة هناك أمور كثيرة جعلتني أتردد في قبوله مثل بخله الشديد بجانب أنه متزوج وأب لأربعة أطفال، وأخشى أن يكون ارتباطه بي حيلة لأخذ نصيبي من إرث أخيه، ووالدي موافق على أن أرتبط به حتى لا أظل مترملة، لا سيما أنني شابة والكل يتمناني. أصبحت حائرة في اتخاذ القرار فهل أطيع والدي وأتزوجه أم أغض النظر عنه، وكيف أحمي حقوق أبنائي من عمهم إذا كتب لنا الزواج، أرشدوني؟ سوسن جدة يا أخت سوسن، عرضنا موضوعك على استشارية طب الأسرة والمجتمع الدكتورة هناء حجازي فقالت: يتضح من البداية ومن خلال الطريقة التي تحدثت عنها عن عم أولادك بأنك لا تتقبلين الموضوع إطلاقا، فهناك صفات عديدة وردت في سياق معاناتك بينت مدى ترددك ومنها أنه شديد البخل، متزوج، ولديه أربعة أبناء، وقد يخطط لأخذ حقك من الإرث، فكل هذه المعلومات مؤشرات تدل على رفضك الشديد للمسألة وإن كان الأمر لا يبدو ظاهريا. المشكلة يا سوسن أنك لو استسلمت لضغط والدك للزواج من عم أولادك فهل أنت متأكدة من أنك ستكونين قادرة على العيش معه، فطريقتك في الحديث عنه تدل على نفورك الشديد منه مع التنويه إلى أن الحفاظ على الإرث ليست هي المشكلة. تذكري دائما أن الحياة الزوجية رباط مشترك وتقاسم في الأفراح والأحزان يعني مشاركة وجدانية حياتية يومية مع شخص ستتعاملين معه عاطفيا وماديا وإنسانيا، فلا بد أن تضعي أمامك عدة تساؤلات وهي: هل تستطيعين مشاركته كزوج، وهل أنت قادرة على التعامل مع بخله الشديد؟ هل تتقبلين أن تكوني الزوجة الثانية؟ وهل سيعامل أبناءك معاملة حسنة وسيكون لهم والدا كما هو لأبنائه؟ فإذا كانت الإجابات ليست في مصلحة هذا الزواج، فإنني أنصحك بمصارحة والدك وإقناعه بوجهة نظرك، خصوصا أنه سبق لك معايشة تلك الأسرة، كما أنك تعرفين من الأمور ما لا يعرفه والدك. وبالتالي يمكنك أن تقولي له بكل صراحة كل ما تعرفين، وفي حالة إصراره على زواجك به فإن عليك التوسط بأحد أعمامك أو المؤثرين على والدك لإقناعه بأن مشروع زواجك من عم أولادك قد يبوء بالفشل. أخيرا .. عليك التفكير ومواجهة الأمر بوضوح مع نفسك ثم مع والدك، فيمكن للإنسان أن يواجه مشاكله ويحلها، والمهم أن يكون واثقا من نفسه وقدرته على ذلك.