• أعياني التفكير والتردد كثيرا قبل كتابتي لهذه الرسالة، فلم أعهد إطلاقا مشاركة مشاعري الشخصية وهمومي مع أحد، فأنا فتاة أبلغ من العمر 22عاما، مشكلتي تكمن في أنني أرهب الزواج كثيرا وأجدني مختلفة عن صديقاتي وأخواتي، فالجميع من حولي يخططون لحياتهم، ويتحدثون عن الزوج المستقبلي، وعن حلم الأمومة، ولكن ماذا يعني كل هذا بالنسبة لي؟ لاشيء، وكثيرا ما أصاب برعب شديد عندما يتقدم أحد لخطبتي فألجأ للرفض، فهل أنا طبيعية؟ أم أنني أعاني من أمر ما؟ سارة جدة لاشك أنك تعانين من مشكلة في العلاقة مع الرجل، وقد يكون لهذه المشكلة جذور في طفولتك المبكرة؛ لأن هذا الموقف السلبي من الزواج ومن الرجل، ليس موقفا طبيعيا وليس هو ما ينبغي أن يكون عليه حالك، ربما ساعدتك استشارية نفسية تتحدثين إليها عن طفولتك وما واجهك بها من مشكلات وحوادث، لذا نصيحتي لك أن تسارعي في حل هذه المشكلة قبل زواجك، والهروب من الخطاب ليس حلا سليما، وأخشى أن يتقدم بك العمر وتتزوجين من رجل قد لا تكون به المواصفات التي تريدينها وعندها ستعزز لديك الصورة السلبية عن الرجل، وإلى أن يحين ذلك الوقت الذي تذهبين به إلى الاستشارية النفسية تذكري أن حياتك بها العديد من الرجال الطيبين كوالدك وأخوالك وأعمامك وغيرهم ممن تعرفين من محارمك وأقاربك، وتذكري أن سنة الله تقتضي أن تتزوج الفتاة لتبني عشا وتلد ويكون لها بيتها وأبناؤها وتمارس حياتها التي من أجلها خلقت ولا تجعلي بعض القصص التي ربما سمعت عنها عن فتيات يكرهن الرجال لعلاقتهم السيئة، أو لأنهن رأين حالات من أقاربهن فيها مهانة وإساءة وظلم. فكري بكل هذا وتذكري أن الرجال ليسوا كلهم سواء، كما أن النساء ليسوا كذلك.