حاولت مجلة البيان الإسلامية في عددها الحالي، استشراف مستقبل العالم الإسلامي من خلال مجموعة من المواضيع التي تناقش النزاعات السياسية فيه، ويناقش الكاتب السنوسي محمد السنوسي في زاوية «دائرة الضوء» موضوع «الإسلام السياسي» وأهم المغالطات التي تتسبب في عرقلة الحوار بين الأطراف المتنازعة، كما يقول الكاتب في مقالته: «إذا أردت أن أجري حوارا أو حتى نقداً مع أي فكرة من الأفكار أو مذهب من المذاهب، فلا بد أن أبدأ بكل دقة وأمانة من الصورة والحقيقة التي يرسمها هذا المذهب أو ذاك عن نفسه، ثم بعد ذلك أعرض ما أتفق وأختلف فيه معه. ولا يجوز بحال من الأحوال أن أنسب إليه ما لم يزعمه لنفسه؛ لأنني حينئذٍ سأكون منطلقاً من صورة متخيلة افتراضية لا تمت للواقع بصلة، أو على الأقل: من صورة مشوهة تغاير الواقع الفعلي. ومن ثم لن يتحقق الهدف المنشود من الحوار أو النقد». بدوره كتب عدنان أبو عامر عن قضية المسلمين الأولى فلسطين، مقالة بعنوان «فلسطين وصعود الإسلاميين»، وتحدث عن ترقب الصهاينة لما يجري في المنطقة العربية والعالم الإسلامي قائلا: «ترقب الأوساط السياسية الصهيونية السلوك المتبع ممن تسميهم «الحكام الجدد»، من الإسلاميين تحديداً في العواصم العربية؛ خاصة القاهرة وتونس وطرابلس، في محاولة منها للتواصل مع جميع الكيانات ذات الصلة بذلك، والتحدث مع كل من يريد ويوافق على التحدث معها؛ لأن ما يحدث من ثورات عربية متلاحقة، وسقوط أنظمة موالية للكيان الصهيوني، وسيطرة الإسلاميين بدلا عنها، جعل «إسرائيل» في مأزق وقلق غير مسبوق؛ لأنها تخشى تحولها إلى دول معادية، وجوارٍ معادٍ لها». كما خصصت المجلة تقريرا خاصا عن الأوضاع في سورية، أوضحت فيه أن إيران حاولت من خلال روسيا والصين توفير غطاء دولي لحماية حليفها الأقوى في المنطقة العربية وهو النظام السوري، من أجل الصمود في وجهة الثورة الشعبية. وذكر التقرير الذي أعده الباحث محمد عباس ناجي أن إيران تعتقد أنها المستهدف الأول من الجهود الدولية التي تضغط على نظام بشار الأسد، وتشير المجلة إلى أن الأزمة السورية انعكست بشكل كبير على محور « الممانعة» التي كانت تتزعمه سورية قبل الأزمة الأخيرة لأن حزب الله الذي انشغل في تفاصيل الأزمة الداخلية اللبنانية وحركة حماس التي خرجت تدريجيا من الحصار السياسي الذي فرض عليها، أصبحوا يدركون الآن مخاطر التغير القادم في المنطقة.