أرسل لي أحد الزملاء الصحافيين السودانيين رسالة في بريدي الإلكتروني الخاص بعنوان «الزولات يرقصون في الحج بالإحرام»، لقد أثارني العنوان وعلى الفور، قمت بفتح الرسالة وكان عبارة عن مقطع صغير مصور بكاميرا جوال، وعندما شاهدت المنظر انفجرت من الضحك. لقد رأيت بعض الحجاج السودانيين وهم بالفعل يشيرون بأصابعهم ويتمايلون يمينا ويسارا، استمعت إلى الصوت فكان المنشد ينشد مدائح نبوية ولم استغرب ذلك؛ لأن السودانيين من أكثر الشعوب العربية الذين يحبون رسول الله صلى الله عليه وسلم، ولهم دواوين عريقة في مدح المصطفى عليه الصلاة والسلام، كما جرت العادة عندنا في السودان في حين قرب مغادرة الحجاج إلى الأراضي المقدسة يأتي المادحين لوداعهم وهم ينشدون السيرة النبوية وخصال المصطفى، وكل ذلك حبا وشوقا إلى رسولهم الكريم صلى الله عليه وسلم. وأذكر عندما كنت صغيرا في السبعينيات تقريبا كانت هنالك امرأة تدعى بنت الفكي صالح، وهي كبيرة في السن متخصصة في مدح المصطفى يتم دعوتها من قبل النساء اللائي يردن أداء فريضة الحج وتنشد أوصاف المصطفى وتغرز حب المصطفى في نفوس هؤلاء، وأذكر مقطعا من قولها (أحمد ياحبيبي سلام عليك يامسكي وطيبي سلام عليك)، وأيضا قولها (يا زمزم نجيك ونشرب نروى فيك)، وهكذا فالذين لا يعرفون السودانيين وحبهم لرسول الله صلى الله عليه وسلم يفكرون أنهم يرقصون في طرب ولا يدرون أن هذه الانفعالات ليست إلا محبة من شعب طيب لنبي الأمة رسولنا محمد صلى الله عليه وسلم. عصام محمد يوسف