بلدة معشوقة بوادي بيده أبيده قديما هي إحدى هجر منطقة الباحة بمحافظة القرى استوطنها مرتادوها من البدو الرحل قبل بضعة عقود من الزمان، حيث كانت مكان حضارة زراعية وعمرانية قديمة واضحة المعالم. وكان يكفي لاستصلاحها إزاحة ما ترسب في آبارها وإقامة جدران مزارعها وسواقيها ومن ثم الاستفادة منها مباشرة في زراعة الحبوب والرمان، وهذا ما تم لاستصلاح مزارعها وحفر آبارها وسكناها. ومع ما حصل لهذه الحضارة من عوامل على مر الزمن إلا أن كثيرا من مبانيها وفي قراها المتناثرة على جنبات وادي بيدة خاصة البعيدة عن الأيدي لا يزال شامخا إلى اليوم دالا على حضارة عجيبة. ويتضح أنها كانت قبل الإسلام إذ لا يوجد بقراها مساجد ولا يعرف من كان يسكنها وإن كانت بعض الأشعار القديمة توحي ببعض المعلومات الشعر ديوان العرب فقد ذكرها أحد شعراء اليمامة وقد غزاها وقومه فقال: وبالنقع من وادي أبيدة جاهرت أنيسا وقد أردين سادة خثعما وأنيس تصغير أنس بن المكندر الخثعمي أحد زعماء خثعم، مما يعتقد بأن خثعما كانت تسكنها آنذاك، وقصر الوقرة الواقع شمال البلدة وفي مكان متميز (خربة الوقرة حاليا) ربما أنه مكان القيادة، فقد ذكر بعض سكان البلدة أنه كان يوجد بهذا القصر حجر منحوت عليه عبارة «قصر الحكم». وكذلك ذكرها الشنفرى؛ أحد الصعاليك المشهورين قبيل الإسلام فقال واصفا وادي بيده بعدما هجره ساكنوه: وواد بعيد العمق ضنك جماعه بواطنه للجن والأسد مألف يذكر سعيد منسي الغامدي أحد أعيان بلدة معشوقة بأنه مما يذكر عن النشاط التجاري أنه كان يقام فيها سوق أسبوعي يسمى سوق حباشة وكانت تمر به القوافل التجارية بين السراة جنوب معشوقة وتلتقي مع طريق التجارة الآتي من اليمن والذي يجتاز وادي بيده شمال معشوقة، فيما سمي بعد ذلك بطريق الفيل؛ حيث سار معه أبرهة بجيشه إلى مكة. وأضاف سمي بعد ذلك درب الحاج لأنه استخدم طريقا للحجاج إلى وقت قريب وقد قتل الشنفرى قبيل الإسلام في معشوقة في الناصف تحديدا؛ قتله آل سلامان بعد أن كثف عليهم غاراته فكمنوا له على ماء كان يعرفه الشنفرى عندما كان أسيرا منذ صغره لديهم، في قصة وردت بشيء من الطرافة. كما يوجد بها مضمار الخيل المعروف محليا باسم زربة الخيل؛ وهي عبارة عن دائرة من الحجر يبلغ قطرها مئات الأمتار ماثلة للعيان إلى اليوم على أرض منبسطة مناسبة لهذا النشاط. وزاد لا تزال بعض مسميات الأماكن محتفظة بمسمياتها الجاهلية إلى اليوم، فاسم الوادي لا يزال بهذا الاسم (بيدة) وكذلك من روافده الناصف وجبل الرمحة وغيرها، التي ذكرتها بعض المصادر مثل كتاب الأغاني. وأوضح بن منسي أن هذه القرى لو قدر لها البحث والتنقيب ربما يظهر فيها وفي سرادقاتها وداخل مبانيها ما يجعلها من الأماكن السياحية التي يؤمها من يهوى الاستمتاع بالاطلاع على حضارات وجهود الماضين في جزيرة العرب وخاصة في هذه المنطقة التي لا تزال الحاجة فيها ماسة للإجابة على كثير من التساؤلات. هذا ويعد مركز معشوقة التابعة لمحافظة القري بمنطقة الباحة من المراكز الهامة، حيث يوجد فيها العديد من المزارع وأهمها مزارع الرمان.