تعالت نداءات أهالي قرى وادي العرين بظهران الجنوب مطالبة بضرورة إيقاف رمي المخلفات وفك نفايات المجاري في أكبر وأجمل أودية المحافظة. وأجمعوا على خطورة الوضع البيئي للآبار والمزارع الممتدة على طول الوادي والتي تعد مصدرا أساسيا من مصادر الحصول على قوت يومهم. وفي هذا السياق، أبدى متعب عوض آل عاطف "من أهالي قرية هياج" أسفه الشديد للحال الذي آل إليه وادي العرين، والذي كان إلى وقت قريب أحد أهم المتنفسات الطبيعية لسكان المحافظة، وكذلك الزوار والمصطافين لكثرة أشجاره وتنوعها, ولكن مع تحوله إلى مرمى للمخلفات والنفايات صار مصدر تلوث للبيئة، بل وامتد ضرره إلى جميع أنحاء المحافظة. وقال إن أكثر المتضررين من الوضع السيئ للوادي هم المزارعون الذين تأثرت محاصيلهم الزراعية وتراجعت منتجاتها لتلوثها بنفايات المجاري ومخلفات المنشآت العمرانية، إضافة إلى قفلها مجاري المزارع بالكامل، وبالتالي منع وصول مياه الأمطار الشحيحة إليها، مناشداً المسؤولين في بلدية ظهران الجنوب وفرع وزارة الزراعة بالمحافظة بالتدخل لمنع استمرار رمي المخلفات في مجرى الوادي، واتخاذ الإجراءات القانونية لمحاسبة وتغريم ومنع من يرمون تلك السموم في الوادي. من جانبه، قال محمد علي الوادعي إن تراجع المحاصيل الزراعية في المحافظة وتلوث الآبار سببها الرئيس المخلفات والنفايات التي تصبها بعض العمالة المقيمة وكثير من المواطنين في أنحاء متفرقة من الوادي بشكل دوري، حيث تحول الوادي معها إلى مصدر للحشرات الضارة والأمراض المعدية. إلى ذلك، أكد حامد عبدالله آل عامر من أهالي قرية القاعة، أن الأهالي هم من يقومون بالتخلص من النفايات والمخلفات التي يرميها ضعاف النفوس في وسط الوادي وذلك بالتأجير عليها وإخراجها إلى المصبات المحددة لها بين الجبال خارج المحافظة بعيدا عن مزارعهم، وقال: إن مشهد تجمع الأهالي وتعاونهم في التخلص من تلك النفايات خاصة مع نزول الأمطار أصبح مألوفا خاصة في ممرات مجاري السيول إلى المزارع والمعروفة لدى الأهالي - بالمواشي - والتي أصبحت مقفلة بالمخلفات، وهو السبب الرئيسي في توقف وتراجع مستوى الزراعة في ظهران الجنوب. وذكر آل عامر أن السياحة في المحافظة أيضا تأثرت بتلوث أهم أوديتها وأكثرها جمالا وخضرة خاصة وأنه يخترق المدينة وقراها من الوسط وتطل عليه القرى والمزارع الجميلة على طول امتداده ولكن مع كثرة السموم التي تلقى به وتسببها في هجرة الطيور وموت الأشجار واختفاء الأنظمة البيئية المتنوعة فيه فقد تحول إلى مكان غير مرغوب فيه. من جهته، أوضح مدير فرع وزارة الزراعة بظهران الجنوب سعيد مبارك الدوسري، أن الفرع يراقب وادي العرين فيما يتعلق بحدود المزارع والمحافظة على المسطحات الخضراء والغابات من التعدي. وفيما يتعلق برمي المخلفات، ذكر أن ذلك ليس من اختصاص إدارته.