استباح عدد من العمالة المخالفة مداخل حي النزهة شمال جدة، ليحولوه إلى ورش مفتوحة للسيارات في العراء، يمارسون من خلالها أعمال الميكانيكا والسمكرة للسيارات ما أدى إلى إقفال المداخل والطرقات. وشكا عدد من أهالي حي النزهة من الصعوبة الشديدة التي باتوا يعانونها حين الدخول أو الخروج من الحي، مشيرين إلى أن غياب الجهات الرقابية ساهم في تفاقم المشكلة. ويعتقد عبدالله الحربي أحد سكان الحي أنه «دائما ما يسجل الزائر انطباعه عن المدينة التي يزورها من النظرة الأولى، وغالبا ما تتشكل تلك النظرة عند خروجه من المطار حيث يقلب عينيه متابعا المباني والطرقات والأشخاص، ولدينا يصطدم القادمون عن طريق مطار الملك عبدالعزيز الدولي لا سيما العابرين طريق مكةالمكرمة بوجه عبوس بسبب ورش إصلاح السيارات وباقي الورش الصناعية المحاذية لسور المطار من الجهة الجنوبية»، مضيفا أن «المشكلة أن المخالفات زادت حتى وصلت حد استخدام الشوارع والطرقات ورشا مفتوحة يمارسون فيها مهنتهم غير عابئين بحجم الخطأ الكبير الذي يرتكبونه، ولعل ما زاد الأمر عشوائية استغناء العديد من العمالة الوافدة من المتخصصين في الميكانيكا والكهرباء والسمكرة عن العمل داخل الورش وتحويلهم الشوارع المحيطة بالصناعية إلى ورش في الهواء الطلق لصيانة السيارات هناك دون حسيب أو رقيب». وأشار إلى أن ورش السيارات الواقعة في حي النزهة تمثل كابوسا مفزعا للسكان هناك، مضيفا «رغم وعود الأمانة التي انطلقت منذ أكثر من ستة أعوام وتأكيدها على نقل تلك الورش إلى مقر آخر شمال جدة إلا أن السنوات تمر تباعا دون أن تتحقق تلك الوعود وسط تزايد ملحوظ للعمالة الوافدة وتجاهل الأمانة لمطالبات الانتقال من قبل سكان تلك المناطق». وتملأ الحسرة خالد الحربي (أحد سكان الحي)، مشيرا إلى أنه يسكن في الحي منذ أكثر من عقدين من الزمن، «وكنا نتفاءل بتصريحات المسؤولين في أمانة جدة بنقل الصناعية لخارج النطاق العمراني، ولكن تلك الوعود تتبخر في الهواء مع مرور الأعوام». وكشف مروان الغامدي (أحد سكان الحي) أنه «قبل عدة شهور وبمبادرة من احد رجال الأعمال وبالتنسيق مع الأمانة تم تنظيف الشوارع الممتلئة بالسيارات الخربة والمتعطلة، ولكن في ظرف ثلاثة أيام عادت مثلما كانت في السابق». من جهته، طالب كمال العيتاني (رئيس طائفة ورش السيارات في محافظة جدة) من المواطنين بعدم التعامل مع تلك الفئة من العاملين غير المدربين الذين ينصبون على أصحاب السيارات المتعطلة. وكشف العيتاني عن تعاون جيد بينهم وبين شرطة جدة، وقال: هناك تعاون مستمر مع شرطة جدة ممثلة في مخفر الصفا في كل ما يخص ورش السيارات ويتم تنفيذ العديد من الإجراءات التي تساهم في الحد من الظواهر السلبية داخل الورش. وأوضح الدكتور أيمن فاضل (رئيس المجلس البلدي في محافظة جدة) أن ملف ورش جدة سيكون من ضمن أولويات الملفات التي سيحملها المجلس على عاتقه خلال الدورة الحالية، مضيفا «أعتقد أن الورش لا بد من نقلها خصوصا مع المشاريع الجديدة لربط طريق الأمير ماجد بالمطار، إضافة إلى إنشاء المطار الجديد وأمين محافظة جدة المهندس هاني أبوراس يعمل على هذا الملف بالتأكيد». من جهته، كشف ل«عكاظ» مصدر مطلع في أمانة جدة أن تجديد الرخص للورش لفترة ستة أشهر فقط، مشيرا إلى أن هناك نية لنقل الورش إلى مكان مناسب فور توفر الأرض المناسبة.