إذا قلت لبعضهم اصنع معروفا أو أمرته بتقوى الله (أخذته العزة بالإثم) كما ذكر الله ذلك في محكم تنزيله، ولكن أن يحتال عليه الآخرون ويدس له السم في العسل ويحشوا به عقله المنفوخ كسمانة البرجر، يروق له ذلك الصنيع المغرب ويعدل مزاجه المقلوب كقطعة البرجر التي تسوى على نار هادئة على طريقة الرز بالفحم عندنا، وتضبط درجة حرارته إلى أن يصل لدرجة التفحم وفق الرغبة الغربية ليكون برجر مغرب بنكهة عربية وفق بعض معايير لا تراعي جودة ولا مواصفات ولا مقاييس، بحجة صنع (بيدي وليس بيدي عمر) تلافي الاصطدام بما جبلنا عليه والخوف من الناس لا من الله وحفاظا على كرامة الجودة الغربية، فحاشاها من غزونا، وما نحن إلا مشككين في سفراء النوايا الحسنة، عندها يسلم ولا يحرك ساكنا، بل يدافع ويناضل عن من يضحكون على عقله ويقلبونه كيفما يشتهون، ويصف ذلك التوجه تارة بتحرر وتارة بتطور .. إلخ، هذه القائمة من أجندت الضحك على العقول، الفرق بين البرجر الغربي والعربي أن الأول لا يحرم حراما وكل شيء عنده مادام يخدم المصلحة مباح أما برجرنا وفق الضوابط والمعايير، حتى أن أحد موظفي البنوك، قال لي أثناء محاضرة طويلة عريضة يحاول فيها إقناع شبابنا وشاباتنا أن ما يتحدث عنه هو الربا بعينه مع قليل من التحايل لإخفاء الجوانب الربوية وصبغ الموضوع بالشرعية ليضحك على شبابنا الذي كان إيمانه أقوى من أن يحتال عليه، بل الكثير منهم والحمد لله أكد لي أثناء تلك المحاضرة أنهم السهل الممتنع متى ما استفحل الأمر وعظم الخطب، عندها أتعلمون ماذا قال لي وبكل بساطة؟ هل كل مايهمك الحلال والحرام، يبدو أن أخانا المتغافل أو المحتال عليه ظن أن عقلي بسمانة البرجر لتخال علي مثل تلك الحيل الملعوبة، فثقتي بالله وحده ثم بشيوخنا أكبر من أن يزعزعها متلاعبون بضوابط الله وشرعه، كما أن ثقتي ببلادي وبأهل بلادي كبيرة جدا وما مثل هذه أو تلك العقول إلا قلة قليلة لا تكاد تذكر ولكنها موجودة، وعسى الله لا يغير علينا.