طالب رئيس هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر في منطقة مكةالمكرمة سابقا الدكتور أحمد قاسم الغامدي، بمضاعفة الجهود لترسيخ الأجواء الصحية للفكر الصحيح لدى الناشئة في المؤسسات التعليمية، موضحا أن دورها كان مؤثرا في مواجهة الغلو والتطرف خلال الأعوم الماضية، وقال «رغم ما حققته المواجهة الأمنية من نتائج إيجابية في محاصرة الفكر المتطرف إلا أن ذلك ليس كافيا في العلاج وليس حاسما لمواجهة هذا الداء»، وأضاف «في ظل المواجهة الفكرية لا بد من التأسيس لبناء فكر الجيل والناشئة على الفكر المستنير والنقد البناء الهادف والحوار الإيجابي المستدل وليس بالتلقين والتبعية العمياء وكبت الفكر ومنع الحوار»، وطالب بأن يكون ذلك هو أساس العملية التربوية والتعليمية، وأن يضطلع به الجميع كل بحسب قدرته داخل الأسرة وفي المسجد وفي النادي وفي المدرسة وفي أجهزة الإعلام وعبر وسائلها المختلفة وفي المؤسسات الرسمية والأهلية وفي كل مكان، معتبرا أن قطاع التعليم هو العمود الفقري لتحقيق المزيد من الاستقامة لحال المجتمع مع الحزم في جانب الرقابة مع من يخالف صلاح ذلك الجانب واستقامته، وقال «إذا نجحت المؤسسات التعليمية في تحقيق هذين الجانبين، الرقابة الحازمة على من يقوم على الدور التربوي والتعليمي، وبيئة وسطية معتدلة تحقق معنى القدوة في نفوس الناشئة، نكون قد نجحنا في العودة بالجيل إلى دائرة الاعتدال»، وحث الغامدي على ضروة تحلى كل من يقوم بهذا الواجب الشرعي بالثبات والعزيمة والحكمة والرفق، مؤكدا أن التطرف داء عضال يحتاج إلى الكثير من الإجراءات العلاجية والمستمرة لتأهيل المريض به للعودة مرة أخرى لمجتمعه نقيا صالحا معتدلا، محذرا من أن التقاعس في القيام بمبادرة المعالجة الفكرية سيؤدي إلى بقاء الداء وامتداده داخل جسد المجتمع وحينها تكون خيارات النجاة قليلة ونتائجها باهظة. وأكد أن النموذج الصحيح للمسلم المعتدل الوسطي الذي يتميز بالاعتدال والوسطية والحنيفية السمحة، يعد من أبرز الحلول الناجحة لدحض شبهات التطرف والقضاء على جيوبه المنتشرة في التعليم وكوادره وأنشطته، وأضاف يتوجب علينا قياس ما حققناه في مجتمعنا من توعية وتصحيح لما تحمله دوائر التعاطف والمتعاطفين مع هذا الفكر المتطرف، وقال «لابد من مراجعة تقييم دور المؤسسات التعليمية والتربوية والاجتماعية والدعوية والدور الإعلامي فيها على وجه الخصوص، وبحث ما حققته على صعيد نشر الوعي الوسطي المعتدل والفكر الحضاري بين أبناء هذا المجتمع الواحد»، مضيفا «دورها أشمل وأثرها أقوى في حس الإنسان ومشاعره وعقله الباطن بالدرجة الأولى، بعدما أصبح ميدان الفكر والعلم والثقافة من أهم أنواع ميادين المواجهة الحقيقية مع التطرف»، وأشار إلى أن أدوات التطرف في مرحلة الإعداد والتطور عبارة عن أدوات معرفية، وضحاياه أحياء يعيشون بيننا لكنهم يحملون ذلك الداء الخطير ولا يمكن التنبؤ باشتعال فتيله لأمور منها خمود ذلك الفكر أحيانا ومنها تلونه وقبوعه تحت السطح أحيانا أخرى،