الإيمان بقضية ما عادة ما يرتبط بإنسان يؤمن بها ويترجمها، ويتوجه الجميع بعد ذلك للعمل على استمرار هذه القضية وتفعيلها، ومن هنا فإن تأصيل منهج الاعتدال السعودي الذي سيكون له دور رائد في إظهار الصورة الحقيقية لهذا النهج عبر تاريخ هذه البلاد الكريمة، وتعزيز قضية الانتماء، والأهم رفع درجة الوعي لجميع أفراد المجتمع تجاه الفكر الضال والتطرف والغلو والتغريب. ولن أجانب الحقيقة إذا قلت بأن هذا المنهج سيزرع في كل ناحية بذرة إصلاح، ووردة أمل، وقبل أيام كانت جامعة المؤسس على موعد مع التسامح والوسطية والاعتدال بعد إعلان مديرها إنشاء كرسي للقيم الأخلاقية باسم النائب الثاني لرئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية رجل الأمن الأول نايف بن عبدالعزيز الذي سيكون إلى جانب كرسي الاعتدال، وجاءت كلمات سمو الأمير نايف والتي دائمًا ما تعطي معاني حضارية، وكانت تأكيداته على أن الاعتدال ومنهجه هو الركيزة التي تقوم عليها قيمنا الثقافية والسياسية والاقتصادية، وهو منهج إسلامي مستمد من الشريعة السمحة والسنّة النبوية، وهو نهج بعيد عن الغلو والإرهاب، وبيّن سموه ضمن تواصل المسؤول ومشاركته في الهموم والمسؤوليات المشتركة أن الاعتدال يحد من أضرار الإرهاب، والاعتدال -فكرًا وسلوكًا- هو مطلب حضاري وإنساني، به ننشر الإسلام في ربوع العالم. ما أروع كلماتك يا سمو الأمير، فقد شخَّصت كثيرًا من الأمور حتى نلتزم بالواجبات، وأولها الجانب الديني الذي يعتبر الركيزة التي بها أعمدة هذه الدولة، وهو يعتبر الأساس جنبًا إلى جنب مع الثوابت. حقيقة كم سيكون لهذا المنهج دور كبير لتعزيز الوحدة الوطنية، والمواجهة القوية للتيارات غير المعتدلة، بل سيكون هذا الكرسي محورًا لنشر ثقافة نحن بحاجة لها، خاصة في هذا الوقت، ولعلّنا جميعًا نصبو إلى تحقيق المخرجات لهذا الكرسي، ومن أهم هذه المخرجات الموسوعة الشاملة حول منهج الاعتدال السعودي المبنية على أسس علمية، والبرنامج الثقافي التوعوي المستمر لتأصيل ثقافة الاعتدال السعودي في المجتمع. الباحث الدكتور محمود محمد بكلية التربية بجامعة الجوف أعد بحثًا شافيًا ووافيًا عن دور الأسرة والمفاهيم الاجتماعية في تشكيل أبعاد منهج الاعتدال السعودي كمنهج حياتي للأبناء «دراسة نظرية من منظور تربوي» نشرت ورقة العمل لهذا البحث بجريدة الوطن الأحد 17 شوال 1431ه، توصل في مضمونها الباحث إلى أن السياسة الحكيمة التي انتهجتها المملكة تشكل خطوة إيجابية وأساسية في تعليم الأجيال منهج الاعتدال، وهذا ساعد على التأسيس لثقافة الاعتدال، وتقبّل الرأي والرأي الآخر، وعدم نبذ المختلف. كرسي الأمير خالد الفيصل لتأصيل الاعتدال السعودي بمثابة الرؤية السعودية للوسطية الدينية، والتسامح الذي ننشده حتى يختفي الغلو والإرهاب والتطرف، وحتى تتعمق هذه الثقافة وتصبح سلوكًا لجميع فئات المجتمع، بعيدًا عن المراوغة، وبعيدًا عن المهاترة، وحتى تأتي على فكر الإنسان خادم الحرمين لرؤيته الوطنية في الوسطية والحوار والاعتدال. شكرًا سمو الأمير نايف على حوارك المفتوح، الذي كان له صدى يؤصل هذا المنهج. [email protected]