تحولت الاختلافات في وجهات النظر إلى حرب تاريخية غطت على داحس والغبراء. فإن كانت الأولى قد تجاوزت ال(40) عاما، فإن الأخرى ليست بأقل منها، بل من يشاهد سعيرها يقول؛ اليوم بدأت الحرب. المهم.. بين الطرفين المتصادمين ولد جيل مسالم كان الضحية فلا هذا أعطى قبلة، ولا الآخر فتح حضنا، بل كلا الطرفين مصران على عدم خلع بدلة الحرب. لذا .. تقدمت أعمار هذا الجيل إلى أن وصلت إلى نقطة قد تحطم حلم جيل في سعادة وأسرة. فلا المعارك يريدون، ولا الجدال يحبون، بل ليلة دافئة عائلية تحت أجواء تحتاج إلى الوئام وأطفال تحتاج إلى حنان. ولأن كلمة الفصل لابد أن يشارك فيها كافة أقطاب، بحثنا عن رؤية الإسلاميين في مشكلة الجيل الحقيقية (العنوسة), فأخبرونا بأن قيادة المرأة حرام. وذهبنا إلى العلمانيين, فأخبرونا بأن المرأة تحتاج إلى حرية، وياليت أن هناك كوكبا آخر لنجمع فيه العوانس من الرجال والنساء وندع الساحة لهذين الطرفين حتى يصطلحا، للأسف, لاصوت قويا يخرج ليثبت لنا جميعا بأن الجيل القادم محط اهتمامه، الجيل القادم يحتاج إلى كلمته، الجيل القادم يحتاج صوته. الشاب يريد فتاة، والفتاة من سنين عانسة في البيت وتريد شابا، ونحن ككتاب ومفكرين ما زلنا نعيد خلافاتنا التي يصدق عليها المثل (عادت حليمة إلى عادتها القديمة). كلمة قيلت في حق بائعة فصفص نيجيرية استحقت أن تنزف أحبار الأقلام للذب عنها، ومجموعة كتب مخالفة في معرض الكتاب ألهبت الشبكة العنكبوتية بالردود. وآه .. ثم آه .. أين أنتم؟ أين عقولكم؟ أين ضمائركم؟ عن (2) مليون عانس من النساء، وعدد غير معلوم من الرجال، وكلاهما مرشح للزيادة خلال الخمس سنوات لتحطيم حاجز ال(5) ملايين!! فأين أنتم؟ أين أقلامكم؟ .. نريد منه أن يطرح رأيه بقوة وبثبات فنحن نريد عاجلا لا آجلا «جمعية عوانس المملكة» نريد جمعية لمحاربة العنوسة. عبد العزيز جايز الفقيري (تبوك)