فتح ملتقى شباب مكة آفاقا مستقبلية لطلاب التعليم العام في المنطقة، وأتاح الفرصة لأبناء المحافظات الصغيرة لإبراز مواهبهم وتنميتها، والوقوف على قدم المساواة في ميادين التنافس مع طلاب المحافظات الكبيرة الأكثر إمكانية، ففرص الفوز متساوية، والنجاح حتما للأكثر إبداعا وتميزا. وتنافس 800 شاب وفتاة في التصفيات النهائية في الملتقى للفوز في المسابقات العلمية، الثقافية، الفنية، والرياضية، في تظاهرة شبابية تعد الأكبر على مستوى المملكة، ماوفر الفرصة للتعارف بين أبناء منطقة مكةالمكرمة من خلال اجتماع أبناء 12 مدينة ومحافظة تابعة للمنطقة من خلال الجولات السياحية المنظمة على هامش فعاليات الملتقى، متجاوزين معا بعد المسافات الجغرافية، واختلاف الطبائع والأذواق، وتنوع الطقوس والعادات والتقاليد، منصهرين في حلم أمير منطقة مكةالمكرمة بالوصول بالمنطقة وإنسانها إلى «العالم الأول»، بسواعد المواطن «القوي الأمين». ميدان للحوار وتمنى محمد الغامدي «طالب في مدرسة الحكم بن هشام الثانوية بمكةالمكرمة، مشارك في مسابقة كرة القدم» أن يجدد شباب الملتقى لاعبي الأندية السعودية الذين قدموا نماذج مشرفة للرياضة السعودية، مبديا استحسانه لمبدأ التعاون والعمل الجماعي الذي ميز شباب الملتقى، سواء في المرحلة المتوسطة والثانوية، مؤكدا حرصه على الاستمرار في التواصل مع زملائه بعد الملتقى، ويشاطره الرأي ابن عمه الطالب أحمد الغامدي «الذي يدرس في ذات المرحلة والمدرسة» في أن الملتقى استطاع أن يزيل الفوارق، وأن يؤصل روح الحب والاتفاق في المشاعر، واصفا هذا الملتقى بميدان «مصغر» للحوار، وبيئة للتنافس المحموم. احتضان الشباب ويطمح كل من الطلاب عبدالله فرج السبيعي وسعيد مغيب السبيعي وراشد سيف السبيعي من ثانوية رنية، إلى أن تكون المملكة في المرتبة الأولى عالميا في احتضان الشباب، وتهيئة البيئة المناسبة لصقل مواهبهم ورعاية قدراتهم، مسجلين إعجابهم بما رأوه من حراك ثقافي وحضاري تعيشه محافظة جدة، معتبرين المحافظة «عروس الملتقيات والفعاليات». ورفض محمد منصور الدوسري «طالب في المرحلة الثانوية» التعريف باسم محافظته، مشددا على أن هذا التجمع الشبابي أزال فوارق المكان، بتوحيد الهدف وترسيخ مفهوم التقارب المعنوي والعاطفي، فيما أكد خالد مبارك السبيعي «طالب بمدرسة الأملح المتوسطة، مشارك في منافسات الكرة الشاطئية» أن التواصل وتوسيع دائرة التعارف الذي حققه ملتقى شباب منطقة مكةالمكرمة سيستمر حتى بعد نهايته. تنمية الوعي واعتبر محمد سعيد السبيعي «طالب بالمرحلة الثانوية» أن الملتقى لعب دورا كبيرا في تنمية وتطوير الوعي لدى المشاركين، وساهم في زيادة التواصل بينهم، وإبراز المواهب المبدعة التي يكتنزونها في ظل الجهود المبذولة لتطوير منطقة مكةالمكرمة في مختلف المجالات. واتفق كل من محمد حسن السهيمي طالب بمدرسة عبدالرحمن بن عوف المتوسطة، ومصلح عبدالله الزبيدي «من مدرسة المعالي المتوسطة»، ويعن الله حسن السهيمي «من ثانوية عبدالرحمن بن عوف بمحافظة القنفذة»، على تنوع فعاليات الملتقى كونها تضمنت كافة مجالات المسابقات الثقافية والرياضية وغيرها من المنافسات كالابتكار العلمي والرسمي التشكيلي، التي تشعل روح العزيمة والإصرار لدى الشباب للوصول إلى منصات التتويج. تنوع الموروث وأبدى الطالب أحمد صالح شكري، الذي قدم مهارات استعراضية بكرة القدم، إعجابه بما شاهده في محافظة جدة من معالم التنوع والجمال، سواء من خلال كورنيشها الذي يعد من المتنفسات الساحرة على مستوى المملكة، أو من خلال أسواقها المختلفة، مرورا بالمنطقة التاريخية والحارات القديمة التي ما زالت محتفظة برونقها وبنيتها القديمة. وعاين الطلاب صالح محمد الراشدي وعمر صالح الراشدي من ثانوية المظيلف، وعبدالرحمن ناصر الراشدي من ثانوية الفاروق في المظيلف،مع أفراد أسرهم عن قرب كنوز الحضارات ونفائس الحرف والصناعات والفنون التي تزخر بها بمنطقة مكةالمكرمة، خلال جولاتهم على مختلف الأسواق القديمة في محافظة جدة والمتنزهات المختلفة، من خلال برنامج الفعاليات السياحية المعد من اللجنة المنظمة للملتقى. أصغر طالب في ملتقى شباب مكة خليل أحمد الزيلعي، ذي ال14 عاما من مدرسة معاوية بن أبي سفيان المتوسطة بمحافظة القنفذة، استهوته نافورة الملك فهد بجدة وشواطئ العروس التي شاهدها خلال الجولات السياحية التي شارك بها. ويقول لفت نظر في جدة هو العمران والمنطقة التاريخية التي ما زالت تعانق الحاضر بعبق وأصالة الماضي.