كشف مؤتمر الشرق الأوسط وأفريقيا حول المكورات الرئوية والذي اختتم أنشطته بمشاركة سعودية في دبي، أن الوقاية والرعاية فيما يخص مرض المكورات الرئوية لا تتم بالشكل المناسب، حيث أن 54 % فقط من الأطفال الذين يصابون بالالتهاب الرئوي يتم نقلهم إلى مراكز الرعاية الصحية المؤهلة في الدول النامية. وأوضح استشاري ورئيس قسم الأمراض المعدية للأطفال في مستشفى الملك فيصل التخصصي ومركز الأبحاث في الرياض الدكتور سامي الحجار، أن مرض المكورات الرئوية لا يزال يشكل تهديدا حقيقيا لحياة أطفالنا في المملكة وفي أفريقيا ودول الشرق الأوسط، الأمر الذي يوجب علينا العمل على وقف استمرار هذا الخطر، واتباع الإجراءات الصحيحة للوقاية من تبعاته، فمن مسؤولية جميع العاملين في قطاع الرعاية الصحية، وأولياء الأمور، والمواطنين أن يأخذوا بعين الاعتبار عنصر الوقاية ووضعها على رأس الأولويات، واعتبارها أحد العناصر الأولية لحماية أطفالنا الذين يكمن فيهم مستقبلنا، خصوصا مع توافر اللقاحات وبرامج التحصين التي سجلت نتائج ملموسة. ودعا الدكتور الحجار إلى ضرورة استمرارية إجراءات الوقاية الفعالة، وتحديدا لدى الأطفال دون سن الخامسة وما بعدها، وذلك بحسب ما ينصح به خبراء الرعاية الصحية، لأن الرعاية الطبية وتوافرها من العناصر الأساسية ضمن الإجراءات الإرشادية التي يجب اتباعها لمواجهة مخاطر مرض المكورات الرئوية. ولفت د.الحجار إلى أن أنماط اللقاحات المستخدمة الأكثر انتشارا في الوقاية من المكورات الرئوية تعد العنصر الأساسي في تلك المعركة التي نخوضها ضد مرض المكورات الرئوية والالتهاب الرئوي، ومع أن العلاج يعد أحد الخيارات المتاحة للتعامل مع هذا المرض، فإن ارتفاع معدل مقاومة المرض للمضادات الحيوية تضعنا أمام خيار آخر لا بديل عنه وهو زيادة الاهتمام والتركيز على الوقاية كأولوية قصوى، فالنجاح في إيقاف الخسائر المالية والمعنوية المترتبة على الإصابة بهذا المرض يوفر علينا الكثير من الأعباء الاقتصادية والاجتماعية إذا ما تم التعامل مع هذه الأولوية بشكل منتظم.