أكد اختصاصيون أن مرض "المكورات الرئوية" يشكل عبئا كبيرا على كاهل المجتمعات محليا وإقليميا، وأنه يتسبب في وفاة 7% من الأطفال دون سن الخامسة في المملكة، الأمر الذي يوجب العمل على وقف استمرار هذا الخطر، واتباع الإجراءات الصحيحة للوقاية من تبعاته. وقال استشاري ورئيس قسم الأمراض المعدية للأطفال بمستشفى الملك فيصل التخصصي ومركز الأبحاث بالرياض الدكتور سامي الحجار، "مرض المكورات الرئوية يشكل تهديدا حقيقيا لحياة أطفالنا في المملكة، وفي أفريقيا ودول الشرق الأوسط، فمن مسؤولية جميع العاملين في قطاع الرعاية الصحية، وأولياء الأمور، والمواطنين أن يأخذوا بعين الاعتبار عنصر الوقاية، ووضعها على رأس الأولويات، خصوصا مع توافر اللقاحات وبرامج التحصين التي سجلت نتائج ملموسة". وأضاف أن "مرض المكورات الرئوية يظهر في مجموعة من الأعراض المرضية التي تسببها بكتيريا العقديات الرئوية، حيث توجد أكثر من 91 سلالة من هذه البكتيريا، لكن مجموعة صغيرة فقط منها هي التي تكون في الأغلب السبب وراء الإصابة بالمكورات الرئوية". جاء ذلك في مؤتمر الشرق الأوسط وأفريقيا حول المكورات الرئوية الذي أقيم في دبي بمشاركة من متخصصي البحوث، والتشخيص، والعلاج، والوقاية من مرض الالتهاب الرئوي، لزيادة الوعي تجاه الحاجة الملحة إلى بذل المزيد من الجهود لمكافحة مرض المكورات الرئوية الذي ينتشر بأشكال مختلفة والتي من أكثرها شيوعا الالتهاب الرئوي. وأشار الدكتور الحجار إلى أن دولا مثل الولاياتالمتحدة الأميركية، وكندا، والنرويج، وأستراليا نجحت في الاستفادة من أنماط اللقاحات التي تكافح هذا المرض، وتقليل معدل الإصابة بنسب وصلت إلى 92% وأحيانا 100% من السلالة المسببة للمرض، وذلك ضمن إطار تطبيق "برنامج التحصين والوطني". وقال الدكتور إن "أنماط اللقاحات المستخدمة الأكثر انتشارا في الوقاية من المكورات الرئوية تعد العنصر الأساسي في تلك المعركة التي نخوضها ضد مرض المكورات الرئوية، وإن ارتفاع معدل مقاومة المرض للمضادات الحيوية تضعنا أمام خيار آخر لا بديل عنه وهو زيادة الاهتمام والتركيز على الوقاية كأولوية قصوى". ويوصف مرض المكورات الرئوية بأنه مرض معقد، وذلك لظهور مجموعة من الأعراض المرضية خلال الإصابة به، وهي ما يتسبب بها بكتيريات المكورات الرئوية، أو العقديات الرئوية، وهو يصيب الصغار والكبار معا، ويتضمن إصابات معدية مثل التهاب الأذن الوسطى، وتجرثم الدم، والتهاب السحايا، بالإضافة إلى الالتهاب الرئوي الحاد.