الإسلام هو دين السلام وهو أمر مفروغ منه بحكم ماورد في القرآن الكريم والسنة النبوية حيث جعل الله السلام من أسمائه الحسنى فمن أحب السلام أحب الله، وقد أمر الله عزوجل به المؤمنين كافة حين قال في كتابه: (يا أيها الذين آمنوا ادخلوا في السلم كافة)، بل إن السلام منهج كل الأنبياء والرسل وآخرهم خاتم الأنبياء محمد عليه الصلاة والسلام الذي أرسله الله رحمة للعالمين، فهل نحتاج إلى أن نؤكد للعالم هذه الحقيقة؟، وهل ينبغي التأكيد على ذلك للمسلمين أم لغير المسلمين؟. الجواب: نعم نحتاج إلى تأكيد حقيقة أن الإسلام دين السلام حيث إن من أعداء الإسلام من حاول ويحاول أن يلحق الإرهاب بالمسلمين بدافع الجهاد ونصرة الإسلام والمسلمين والافتراء على الإسلام بأنه يحث على عداء غير المسلمين وإباحة دمائهم.. وبالتالي فإنه أمام هذه المغالطات ينبغي التصدي لهذه الحملات الشرسة ضد الإسلام كدين للسلام بعقلانية ومنهجية تخاطب العقل والقلب الإنساني. ومن المؤسف أن ينساق بعض الدعاة في العالم الإسلامي إلى حملات العداء لغير المسلمين والغلو في ذلك إلى درجة تصل إلى استباحة الدماء مما يؤدي إلى ممارسات سلوكية للتعدي والقتل والإرهاب بل إن العداء قد لا يقتصر على غير المسلمين إنما يمتد إلى المسلمين المسالمين لغيرهم من الديانات الأخرى، وهنا تكمن مخاطر الانقسام في المجتمعات الإسلامية وتبرز النعرات الطائفية وقد تتحول إلى حروب أهلية. إن عدم الاستقرار الأمني فيما حولنا وما نراه من سباق التسلح وما يصرف في العالم على آلة الحرب يجعلنا نشعر بالحاجة إلى التأكيد دائما بسماحة الإسلام وأنه دين السلام وأنه الدين الذي يدعو إلى السلام بمفهومه الشامل ويدعو إلى التعايش السلمي في المجتمع الإنساني بكافة فئاته ومرجعياته الدينية والقبلية لبث الطمأنينة في القلوب وإشاعة الحب والتراحم والتآخي الإنساني ليستتب الأمن بين عناصره بعيدا عن التعصب الأعمى الذي يدمر المجتمع ويدمر البشرية. وعندما بادر خادم الحرمين الشريفين حفظه الله لحوار الأديان فإنه يجسد رغبة مليار وستمائة مليون مسلم للتعايش السلمي مما حقق صدى واسعا على كافة الأصعدة الرسمية والشعبية في العالم لحاجة الشعوب بمختلف الأديان للسلام فتوالت فعاليات الاستجابة لمبادرة خادم الحرمين الشريفين لحوار الأديان على مستوى العالم ومنها مشروع رسل السلام الذي تبنته جمعية الكشافة السعودية لبث روح السلام بين شباب العالم، وكذلك سفينة السلام اليابانية التي رست في ميناء جدة الإسلامي قبل أيام والتي أراد اليابانيون أن يرسموا من خلالها لوحة للسلام العالمي بعد معاناتهم المريرة من دمار ناجازاكي وهوروشيما، كما تنظم جامعة الدمام مؤتمرا علميا بعنوان الإسلام والسلام ويزخر بأبحاث وأوراق علمية من أكثر من عشرين دولة لتأكيد الوجه الناصع للدين الإسلامي الذي يحث على السلام في المجتمع الإنساني في كافة نواحي الحياة حيث تغطي محاور المؤتمر: الإسلام والسلام الإنساني والإسلام والسلام الفكري والإسلام والسلام الاجتماعي والإسلام والسلام الاقتصادي والإسلام والسلام السياسي ثم الإسلام والسلام البيئي.. أتمنى أن تمتد مبادرة جامعة الدمام إلى ترجمة أوراق المؤتمر إلى اللغات العالمية ونشرها في المكتبات التقليدية والإلكترونية والتوسع في توزيعها لتشمل أكبر قاعدة ممكنة من مؤسسات المجتمع المدني وغيرها، كما أتمنى أن تستفيد جهات أخرى من أوراق المؤتمر وتحولها إلى أعمال وفعاليات أخرى مثل إنتاج أفلام وثائقية وأنشطة اجتماعية ورحلات استكشافية وحملات تعليمية وصحية وبيئية وندوات متخصصة في كافة جوانب الإسلام والسلام. اللهم أنت السلام ومنك السلام تباركت وتعاليت يا ذا الجلال والإكرام. www.alehaidib.com