اختُتِمَ اليوم مؤتمر مكةالمكرمة الثامن الذي عقدته رابطة العالم الإسلامي برعاية خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز آل سعود بعنوان / الخطاب الإسلامي ... وإشكاليات العصر / حيث اصدر في ختام اعماله عدد من القرارات والتوصيات . واكد المؤتمر على أن الإسلام دعا منذ ظهوره إلى الحوار بين الحضارات وقد اتخذ النبي صلى الله عليه وسلم من العقل والحكمة والمجادلة بالحسنى أساساً ومنهاجاً لحوار المخالفين ودعوتهم إلى الإسلام والحوار واجب ديني تمليه مهمة التعريف بالإسلام والدعوة إليه ويؤكده وجوب إزالة سوء الفهم والتصورات الخاطئة التي تروج عن الإسلام . ودعا الجامعات الإسلامية لإبراز منهج الأنبياء والرسل عليهم الصلاة والسلام في الدعوة إلى الله والحوار مع المخالفين وما يجب لهم من التوقير بما يتناسب مع منزلتهم ومكانتهم عند الله عز وجل وإبراز جملة من صفاتهم التي أكرمهم الله تعالى وكذلك دعوة الجامعات والعلماء والدعاة إلى العناية بشباب الأمة وتوعيتهم وتربيتهم على المنهاج الصحيح وتحذيرهم من الإقدام على الفتيا من غير أهلية شرعية كافية . كما دعا الى استحضار البعد العالمي في الخطاب القرآني باعتباره أصلاً يستمد منه الخطاب الإسلامي مادته وأسلوبه وتناول أبرز مشكلات الواقع الإنساني في إطاره العالمي مع ملاحظة الفروق بين ما هو مشترك إنساني وما هو خصوصية حضارية والعناية بالمقاصد الشرعية للخطاب الإسلامي التي تؤكد عالمية الإسلام وتبرز قيمه بوصفه منهاج حياة يقدر الاختلاف والتنوع بين البشر ومراعاة الخصوصية الثقافية لغير المسلمين عند توجيه الخطاب إليهم وإشاعة روح التفاؤل المرتكز على الإيجابيات في الخطاب الإسلامي وتوظيف وسائل الإعلام واستغلال تقنية وسائل الاتصالات الحديثة للوصول إلى الآخرين وتعريفهم بطبيعة الدين الإسلامي. وطالب المؤتمر بانتهاج العمل العلمي القائم على الخطط والاستراتيجيات ومن المناسب في هذا الصدد تكوين فريق متخصص من أهل العلم والمعرفة والثقافة توكل إليه مهمة وضع الخطط والبرامج العلمية الشاملة لتطوير الخطاب الإسلامي بما يمكنه من مواجهة الحاضر والمستقبل ويكون من ضمن أهدافه فتح حوار حضاري وثقافي بين المسلمين وغيرهم ، عماده الاحترام المتبادل والاعتراف بالإسهامات التي قدمها كل طرف وتكثيف الاتصال بالمؤسسات الإعلامية والعلمية والثقافية والتربوية والفكرية العالمية والحرص على متابعة مناشطها والمشاركة فيها من خلال الكفاءات العلمية المؤهلة والتواصل المستمر مع المؤسسات الإسلامية داخل المجتمعات الغربية ودعمها وتقوية مناشطها وإشراك الآخرين في تلك المناشط والتواصل مع المنصفين من غير المسلمين من المؤسسات والعلماء وتشجيعهم عبر الإسهام في نشر ما لهم من نتاج واستضافتهم في المنتديات الثقافية والفكرية . //يتبع// 2329 ت م