في وقت رست سفينة السلام اليابانية «Peace Boat» في ميناء جدة الإسلامي صباح أمس، حاملة أكثر من 1000 شخص من اليابانيين والجنسيات الأخرى، أعلن مستشار خادم الحرمين الشريفين الأمين العام لمركز الملك عبدالعزيز للحوار الوطني والأمين العام المكلف لمركز الملك عبدالله بن عبدالعزيز العالمي للحوار بين أتباع الأديان والثقافات في فيينا الدكتور فيصل بن عبدالرحمن بن معمر، أنه سيتم الافتتاح الرسمي لمركز الملك عبدالله للحوار في 26 نوفمبر المقبل. وكانت السفينة اليابانية سجلت بوقفتها أمس، أسمى معاني الحب والوفاق وتعميق ثقافة السلام ونشرها بين شعوب العالم من خلال زيارتها للمملكة، في إطار جولتها البحرية على عدد من دول العالم معتبرين المملكة في مقدمة هذه الدول التي تتميز بأواصر صداقة وسلام قوية مع اليابان. وفيما أشرفت على إعداد برنامج لزيارة السفينة وزارة الخارجية بالتعاون مع وزارة الثقافة والإعلام، أقيم أمس الحفل الترحيبي بكلمة أكد خلالها وكيل وزارة الخارجية للشؤون الاقتصادية والثقافية السفير الدكتور يوسف بن طراد السعدون، ترحيبه بوفد سفينة السلام اليابانية على أرض المملكة، ومثنيا على دورها وأهدافها ورسالتها التي تقدمها لشعوب العالم في مجال السلام ونبذ الخلافات. وأوضح أن جهود خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز رعاه الله تأتي متمشية مع سياسة المملكة العربية السعودية الخارجية من فترة طويلة جدا، فالانفتاح على الآخر وإقامة الصلات الوثيقة مع الجميع أفرادا ومجتمعات ديدن السياسة الخارجية السعودية. وأبدى السعدون سعادته بزيارة سفينة السلام اليابانية وبرسوها في ميناء جدة الإسلامي، حاملة أهدافا سامية، مبينا أنها تضم على متنها 10 من الناجين من القنابل النووية التي ألقيت على هورشيما. كما أثنى وكيل وزارة الحج حاتم بن حسن قاضي على تواجد سفينة السلام في أرض السلام الذي أرسى دعائمه رسول الإسلام والسلام سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم في نشر تعاليم السلام في السلوك اليومي وفي التشريعات السامية لحياة إنسانية راقية. إثر ذلك تم عرض فيلم مصور حول اهتمامات المملكة ورعايتها للحرمين الشريفين والخدمات التي تقدمها للمسلمين في كافة أنحاء العالم والاهتمام بقضاياهم المختلفة وفق النهج الذي تسير عليه في إقامة علاقات مثالية مع مختلف دول العالم. جولة على المعالم بعدها صحب أمين عام هيئة تطوير مكةالمكرمة والمشاعر المقدسة الدكتور سامي ياسين برهمين الحضور إلى ما تزخر به المملكة من مناطق ومحافظات متنوعة البيئة والمعالم والمنجزات الحضارية والمرافق السياحية والثقافية والرياضية والمباني القديمة والآثار العريقة التي تحرص على الحفاظ عليها حكومة المملكة ممثلة في الجهات ذات العلاقة. واستمع الحضور إلى نبذة عن جامعة الملك عبدالله للعلوم والتقنية والتخصصات البحثية التي تشملها والمرافق والصروح العلمية المقامة عليها. تدشين مركز الحوار وتطرق مستشار خادم الحرمين الشريفين الأمين العام لمركز الملك عبدالعزيز للحوار الوطني والأمين العام المكلف لمركز الملك عبدالله بن عبدالعزيز العالمي للحوار بين أتباع الأديان والثقافات في فيينا الدكتور فيصل بن عبدالرحمن بن معمر لمبادرة خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز حفظه الله لحوار أتباع الأديان، مبينا أنه أيده الله استطاع بحنكته ودرايته تقريب وجهات النظر وحل الكثير من الخلافات التي عصفت ببعض دول العالم. وكشف ابن معمر، عن تدشين مركز الملك عبد الله بن عبدالعزيز العالمي للحوار الوطني، والذي سيتم افتتاحه رسميا في 26 نوفمبر المقبل، مبينا أنه تحويل لمبادرة الملك عبدالله بن عبدالعزيز لتكون واقعا ملموسا، لافتا إلى أنه مكون من 3 دول هي المملكة العربية السعودية والنمسا وإسبانيا، وسيكون له دور عالمي لإجراء حوارات بين أتباع الأديان والثقافات، مشيرا إلى أنه يتم العمل خلال هذا الشهر على تحديد ورؤية ورسالة هذا المركز وأهدافه. وقدم مدير عام فرع وزارة الثقافة والإعلام سعود بن علي الشيخي أسمى عبارات الشكر والثناء لوفد سفينة السلام اليابانية التي عبرت عن الصداقة والحب والتي رسمتها بدورها الحكومة اليابانية والمتمثلة في الجولة البحرية التي تقوم بها سفينة السلام اليابانية للمملكة من خلال بوابة الحرمين الشريفين (جدة)، فيما تطرق مدير عام فرع وزارة الخارجية بمنطقة مكةالمكرمة السفير محمد بن أحمد طيب لأسلحة الدمار الشامل وبيان آثارها، ووصف زيارة سفينة السلام بأنها دليل على تميز العلاقات السعودية اليابانية التي شهدت تطورا كبيرا وتجاوزت حدود العلاقات السياسية إلى علاقات تفاهم على قضايا مختلفة كإشاعة السلام ونشر المحبة والألفة ونبذ الصراعات. ثم قدمت فقرة حوار الشباب بمشاركة وكيل وزارة الخارجية للشؤون الاقتصادية والثقافية الدكتور يوسف بن طراد السعدون وعضو الهيئة الاستشارية العليا لمنتديات الشباب سمر فطاني وسط مداخلات من قبل الحضور. وشاركت جامعة الملك عبدالعزيز في برنامج فعاليات زيارة سفينة السلام اليابانية من خلال نماذج من عروض الفلكلور والرقصات الشعبية. يذكر أن سفينة السلام اليابانية «Peace Boat» تعتبر منظمة عالمية غير حكومية وغير ربحية مقرها العاصمة اليابانية طوكيو وتعمل على الترويج للسلام وحقوق الإنسان والمساواة والتنمية المتوازنة وحماية البيئة على مستوى العالم وقد انطلقت في 100 رحلة حول العالم منذ إطلاقها عام 1983م كمشروع آسيوي بالأساس قبل أن تتوسع دوليا.