مع اقتراب الصيف، لم يخف أهالي العيص قلقهم جراء الجفاف الشديد الذي تشهده المنطقة من المياه الجوفية منذ سنوات طويلة، مبدين استياءهم من الوعود التي تطلقها وزارة المياه، والتي لم تتحقق على أرض الواقع منذ أكثر من خمس سنوات، وفي أعقاب بداية مشروع توصيل المياه المحلاة للعيص الذي تم الانتهاء منه مؤخرا والذي افتتحه سمو أمير منطقة المدينةالمنورة خلال زيارته لمحافظة ينبع مؤخرا. وفيما تفاءل الأهالي وقتها بزوال الأزمة، إلا أن الفرحة لم تدم طويلا عقب الافتتاح مباشرة، حيث جفت الصنابير التي انهمرت بالمياه وقت التدشين، الأمر الذي أدخل المنطقة في أزمة حقيقية، وجعل الأهالي يطالبون بتدخل الجهات المعنية. وتساءل الأهالي عن وعود مديرية المياه بمنطقة المدينةالمنورة، التي كانت تبشر بانتهاء أزمة المياه. وأوضح سالم الجهني أن مشروع السقيا بالعيص غير مجدٍ: «فلا نعلم مكمن الخلل، وهل هو من الكمية المحددة أو من متعهد السقيا، حيث فوجئ الجميع بمتعهد السقيا يقوم ببيع الماء على المواطنين الذين يتوافدون على مقر المؤسسة للتسجيل في قوائم الانتظار التي تصل إلى نصف شهر لكي تحصل على وايت، وهذا ربما يؤثر سلبا على مشروع السقيا، لأنه من الصعب التوفيق بين السقيا وقوائم الانتظار مدفوعة الثمن، حتى وصل سعر الوايت إلى 57 ريالا، لذا نناشد المسؤولين بوزارة المياه بسرعة حل مشكلة المياه بالعيص التي لا تزال قائمة منذ سنوات». وتحفظ صالح الجهني على الوعود التي سمعها الأهالي من مديرية المياه، ردا على استفسار الأهالي عن أسباب إيقاف ضخ المياه عقب افتتاح سمو أمير المنطقة للمشروع: «حيث وعدنا بضخ المياه مجددا عقب أسبوعين، إلا أنه حتى الآن لنا شهران ولم نلمس شيئا من هذه الوعود وكأنما تبخرت في الهواء». وأبدى سعد العنمي رئيس المجلس البلدي سابقا، قلقا من جراء استمرار أزمة المياه في العيص، مع اقتراب فصل الصيف، مشيرا إلى أن الأمر يحتاج لمعالجة سريعة. من جانبها، لم تتحصل «عكاظ» على أي تعليق من مدير فرع وزارة المياه بمنطقة المدينةالمنورة، رغم الاتصال على مكتبه مرات عدة، إلا أنه تعذر الرد على المكالمات، فيما اكتفى مصدر -رفض ذكر اسمه- بالتأكيد على أن هناك خطة لتوفير المياه في المركز قريبا.