أنا أخوكم من أهل مكة الله يعمرها، حبيت أقولكم كيف كنا عايشين في مكة أيام زمان. شوف يا سيدي، عندنا في الحارة مركاز العمدة، تلاقيه مليان بأهل الحارة الكبارية اللي العمدة ياخذ بكلامهم في حل مشاكل أهل الحارة زي اتنين متخاصمين يحضرهم العمدة ويجلسهم مع بعض ويصلح بينهم، واللا يكون واحد متخاصم مع أرحامه ويبغى يطلق حرمته، يقوم العمدة يرسلوا النقيب يقولوا العمدة يبغاك في المركاز، ويرسل كمان لأهل حرمته ويجلسهم مع بعض وهو وكبارية الحارة يدخلوا إلين يصلحوا بينهم، حتى إنو العمدة ممكن اللي يضاربوا مع بعض ويقولهم خذوا فراشكم وروحوا الكراكون (مركز الشرطة) وقولوا لهم إحنا محابيس العمدة، وما يقدروا ما يروحوا بعدين العمدة يجيبهم بالعسكري. ولما يكون في الزقاق أو الحارة موجبة عند واحد، كلهم يوقفوا معه ويرفدوه، وأولاد الحارة ينصبوا التيازير ويجيبوا الكرويت وينصبوا البرزة، ويحطوا الفراش والمساند مع الكرويت، ويولعوا الأتاريك العلاقي اللي يستأجروها من العم حسين أبو الريش في داك الوقت، ويسهروا طول الليل مع المزمار والطرب. وتاني يوم يفكوا البرزة والتيازير ويردوها لأهلها. كمان أحب أقولكم عن شهامة أهل الزقاق، إحنا نعرف إنو أهل أول كانوا كلهم شقاوية يعني اللي بنا واللي منقل واللي سمكري والخضري والجزار، يخرجوا من صلاة الصبح على شغلهم، والحريم في البيت يدبروا نفسهم، تلاقي الوحدة فيهم تفتح باب الزقاق وتحط الزنبيل الخسف والفلوس وماعون السمن في بطن الزنبيل، وتجلس ورا الباب تستنى واحد من أهل الزقاق يزل عشان يشتريلها المقاضي، ويزل واحد من الجيران يدق الباب ويسألها إيش تبغي مقاضي؟، تقولو أبغى نص أقة لحمة، وحزمتين ملوخية وحزمتين رجلة، ونص ربعة رز عنبربو، وربع أقة سمن حباني، وفلفل وليمون، ياخد الزنبيل ويروح المنشية ويشتري المقاضي ويرجع البيت يدق الباب ويحط الزنبيل ويدير وشه ألين تاخد الزنبيل وبعدين يمشي، واللا التانية تحط لوح العيش وفلوس الخبيز عليه وتجلس ورا الباب، واللي يزل ياخد اللوح ويروح للفرن يخبز العيش ويرجع يدق الباب ويدير وشه ألين تاخذ العيش وبعدين يمشي. شوفوا كيف كانت عاداتنا، ياريت يتعلموا أولادنا من هادي العادات الحلوة وربنا يهدي، وفتكم بعافية. * مدير مكتب رعاية الشباب في مكةالمكرمة سابقا