أكد رئيس تيار التغيير الوطني السوري، الدكتور عمار القربي في تصريح ل«عكاظ» أن قبول النظام السوري تنفيذ بنود مبادرة المبعوث الأممي والعربي كوفي عنان، وسحب جيش الأسد آلياته العسكرية من المدن يعني سقوط نظام بشار الأسد سلميا، دون المزيد من القتل وإراقة الدماء. وقال إنه في اليوم الأول من تنفيذ بنود مبادرة عنان ستمتلئ الساحات السورية بالمظاهرات المطالبة بسقوط النظام، ومحاسبة رموزه المجرمة التي سفكت الدم السوري، مشيرا إلى أن هذه الطريقة هي المخرج الآمن والسلمي للأزمة السورية. وأضاف أنه في ظل الحملة الأمنية الشرسة ضد المدنيين، واستمرار عمليات القصف والتعذيب والتنكيل يخرج السوريون رفضا لاستمرار هذا النظام، فكيف إذا أوقف كل هذه الممارسات. متابعا: بالتأكيد سيكون السقوط هو مصير هذا النظام. واعتبر القربي أن النظام لم يعد لديه أي من مقومات الاستمرار، مشيرا إلى أن استمراره في القتل يعني الاستنزاف العسكري، والسقوط أمام تواصل الاحتجاجات في كل المدن السورية، وضربات الجيش السوري الحر، والتجاوب مع المجتمع الدولي يعني توفير الدم السوري. لكن القربي، شكك في تنفيذ النظام للمبادرة، معتبرا أنها محاولة التفافية أخرى من جانب هذا النظام على خطة مبعوث الأممالمتحدة والجامعة العربية كوفي عنان، لمواصلة حرب الإبادة التي يشنها على الشعب السوري منذ أكثر من عام، في ظل غطاء سياسي مستمر، وإمدادات عسكرية لم تتوقف من روسيا، لإطالة عمر هذا النظام. ودعا الدول الصديقة للشعب السوري، إلى التحرك السريع من أجل وقف حرب الإبادة التي يتعرض لها السوريون في كل أرجاء البلاد، بعد أن باتت الجداول الزمنية والفرص والمهل، بمثابة حصانة معترف بها لنظام حول الحياة داخل سورية إلى مسلسل متواصل من الرعب.. من جهة ثانية، أفاد ناشطون سوريون في تصريح ل«عكاظ» أن الجيش السوري الحر تمكن من اختراق اتصالات الجيش النظامي في حمص، وكشفوا أن ثمة تنافسا وتحديا بين ضباط الفرقة الرابعة والحرس الجمهوري والضباط الساعين للترقية لاقتحام حمص القديمة، إذ أفادت المصادر أنها باتت تشكل اختبارا لولاء وقدرة ضباط الجيش. وأوضح الناشطون أن الجيش السوري النظامي يستخدم لهجة لبنانية في اتصالاته، مشيرين إلى أنهم تمكنوا من تحديد مكان الرئيس بشار الأسد قبل ثلاث ساعات من إعلان التلفزيون الرسمي زيارته إلى باب عمرو، من خلال اختراق الاتصالات الأمنية. من جهة أخرى، أعلنت رئاسة الجمعية العامة للأمم المتحدة، أن عنان سيشارك عبر الدائرة التلفزيونية المغلقة في جلسة غير رسمية للجمعية اليوم. ودعا رئيس الجمعية العامة السفير القطري ناصر عبد العزيز النصر إلى انعقاد الجلسة إثر اتصال هاتفي مع عنان؛ ليقدم تقريرا عن الوضع في سورية والتقدم الذي تحققه مهمته. وفي سياق متصل، أعربت الولاياتالمتحدة عن أسفها لتصاعد حدة القصف المدفعي في سورية، رغم الاتفاق الذي تضمن وقفا للعمليات العسكرية وسحبا للآليات من التجمعات السكانية. وقال مارك تونر أحد المتحدثين باسم وزارة الخارجية الأمريكية «لم نر أي معلومات مستقلة تشير إلى انسحاب القوات السورية. وما لحظناه في الواقع هو تصاعد في حدة القصف المدفعي في المناطق المكتظة بالسكان مثل حمص وإدلب». وتابع «على النظام السوري اقناعنا بأنه يعتزم احترام مهلة العاشر من إبريل (نيسان) الحالي». واستدعت وزارة الخارجية التركية أمس السفير الإيراني في أنقرة للاحتجاج على الانتقادات التي وجهها رئيس مجلس الشورى الإيراني علي لاريجاني لمؤتمر أصدقاء سوريا الذي عقد في أسطنبول الأحد الماضي. وقال وزير الخارجية التركي أحمد داود أوغلو «لقد استدعينا السفير الإيراني لنطلب توضيحات لتلك الملاحظات». وأشار إلى أنه اتصل بنظيره الإيراني علي أكبر صالحي أمس الأول، للاحتجاج على هذه التصريحات الإيرانية. وفي موسكو، أعلنت وزارة الخارجية الروسية أن وزير الخارجية السوري وليد المعلم سيزور روسيا لإجراء محادثات مع نظيره الروسي سيرغي لافروف في العاشر من أبريل (نيسان) الحالي وهو موعد انتهاء المهلة التي وافق عليها نظام الأسد لسحب قواته وأسلحته الثقيلة من المدن. وذكرت الوزارة أن وفدا من «هيئة التنسيق الوطني لقوى التغيير الديموقراطي» المعارضة في سورية سيزور موسكو يومي السابع عشر والثامن عشر من نفس الشهر.