يبدأ المبعوث الدولي - العربي المشترك كوفي أنان محادثاته المقررة اليوم في موسكو مع الرئيس الروسي ديمتري ميدفيديف ووزير الخارجية سيرغي لافروف، للبحث في الخطة التي سبق أن اقترحها على الجانب السوري، وتتضمن عدداً من النقاط من بينها وقف القتال ووقف استخدام الأسلحة الثقيلة في المدن. وأعلنت وزارة الخارجية الصينية أن أنان سيزور بكين الثلثاء والأربعاء المقبلين للبحث في الملف السوري. وفي هذا الوقت ظلت أعمال العنف على حالها في سورية وذكرت مصادر المعارضة أن الجيش السوري اقتحم أمس بلدة سراقب في محافظة إدلب، حيث ذكر ناشطون أن «عشرات الدبابات والعربات المدرعة اقتحمت سراقب في ظل قصف مدفعي عنيف». وقال المرصد السوري لحقوق الإنسان إن نحو 60 في المئة من أهالي سراقب غادروها. كما تعرضت أحياء الخالدية والإنشاءات وكرم الزيتون والبياضة في حمص لقصف بقذائف المورتر والدبابات. وذكر ناشطون أن الجيش قصف كذلك مدينة القصير في محافظة حمص بقذائف المورتر والمدفعية الثقيلة. واستبقت موسكو محادثات كوفي أنان بالتأكيد على ضرورة «وقف المساعدات الخارجية للمعارضة» وإقناع أطرافها بضرورة الجلوس إلى طاولة المفاوضات مع النظام. وقال سيرغي بريخودكو مساعد الرئيس ميدفيديف إن الأخير سيبحث مع أنان في وقف الدعم الخارجي للمعارضة السورية، لأن «روسيا مقتنعة أن وقف إطلاق النار بين طرفي النزاع في سورية سيكون صعباً، من دون إنهاء الدعم الخارجي للمعارضة». وأضاف أنه «مع استعداد القيادة السورية لبدء حوار حول المصالحة الوطنية، فالمهم هو إقناع معارضي الرئيس بشار الأسد بالجلوس إلى طاولة المفاوضات والتوصل مع السلطة إلى حل سلمي للأزمة». وعبر مساعد الرئيس الروسي عن «شكوك في إمكانية التوصل إلى تسوية الأزمة السورية من خلال «مبادرات يمولها الغرب وتعتمد على التعامل مع واحد من طرفي الأزمة». وزاد أن «مجموعة أصدقاء سورية» تعاملت مع الملف بهذه الطريقة. وذكر بريخودكو أن ميدفيديف سيلتقي الرئيس الأميركي باراك أوباما في إطار قمة الأمن النووي التي ستعقد في سيول في 27 آذار (مارس) الجاري. وسيبحث الرئيسان عدداً من القضايا من بينها الوضع في سورية والعراق وأفغانستان ومسألة الدرع الصاروخية. وتزامن حديث بريخودكو مع توجيه رسالة إلى القيادة السورية حملت لهجة مختلفة إذ نقلت وكالة أنباء «أنترفاكس» الروسية عن «مسؤول بارز في الكرملين» قوله إن «وضع الأسد صعب جداً. لا أعلم إذا كانت لديه خطط. لكن لا أحد يتوقع أن يبقى في السلطة 10 سنوات أخرى». وأعلن ميخائيل مارغيلوف رئيس لجنة الشؤون الخارجية في مجلس الاتحاد الروسي أن «على الأسد أن يتخذ الخطوة الأولى... عليه سحب الجيش السوري من المدن الكبرى». وأضاف: «إن موقف روسيا مستقبلاً من النزاع سيكون رهناً بمدى التزام (الحكومة السورية) بالمواد الواردة في بيان مجلس الأمن الدولي». وكرر مارغيلوف تصريحات وزير الخارجية سيرغي لافروف في وقت سابق التي دعا فيها الأسد إلى «أن يُصحح بصورة عاجلة الأخطاء العديدة التي ارتكبها». من جهة أخرى انتقد الأمين العام لمجلس التعاون الخليجي عبد اللطيف الزياني التصريحات التي سبق أن أدلى بها وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف حول الأزمة السورية، واعتبر أنها «غير موفقة» و «لا تنسجم وروحية الاتفاق» الذي تم التوصل إليه مع لافروف في الاجتماع الأخير للمجلس الوزاري العربي في القاهرة. وعبر الزياني عن «استغرابه إزاء اعتبار لافروف أن إغلاق دول مجلس التعاون الخليجي سفاراتها في دمشق يعود إلى أسباب غير مفهومة» بحسب قوله. واعتبر أن هناك «إرادة وطنية سورية لإقامة نظام سياسي ديموقراطي يحترم حقوق الإنسان ويكفل المساواة بين كافة السوريين بما يتنافى تماماً مع وضعها في إطار طائفي وبما لا يتفق على الإطلاق مع التحذير من حكم قادم لأحد مكونات الشعب على حساب الأخرى». وأكد «ضرورة الوقف الكامل والفوري من قبل النظام السوري للاستخدام الكثيف لآلة القتل ضد شعبه في سبيل الترتيب لعملية انتقال سلمي للسلطة». وكانت إذاعة «كومرسنت» الروسية نقلت عن لافروف قوله قبل أيام أن «هناك مخاوف من قيام عدد من الدول بالمنطقة بممارسة ضغوط من أجل إقامة نظام حكم سني في سورية» في حال سقوط النظام الحالي. وأضاف أن لدى روسيا «مخاوف كبيرة من احتمالات تنفيذ عمليات إرهابية في المدن السورية»، مشيراً إلى أن «الدماء تراق ليس في سورية فقط بل في ليبيا ومالي واليمن أيضاً». وأعلن قائد «الجيش السوري الحر» العقيد رياض الأسعد أمس في تركيا عن إنشاء مجلس عسكري للإشراف على العمليات العسكرية للمعارضة، بهدف «توحيد صفوف المعارضة السورية على الأرض» الذي سيتولى «رسم الاستراتيجيات العامة للجيش ووضع السياسة الإعلامية وموازنة الجيش الحر ومساعدة قيادة الجيش على تنفيذ الخطط»، كما قال الأسعد. وأوضح النقيب خالد علي من مكتب العميد الشيخ أن العقيد الأسعد «سيشرف على القيادة العملانية للجيش الحر). إنه مسؤول عن كل الكتائب، وكل المجالس العسكرية في المدن يجب أن تكون تحت قيادته. بينما العميد الشيخ والضباط الآخرون (في المجلس) يقررون استراتيجية الجيش الحر ومسائل التسليح والتمويل». وأضاف: «هم لا يعطون الأوامر، بل يضعون الاستراتيجيات». وأوضح علي أن الأسعد والشيخ «يعملان مع برهان غليون» رئيس «المجلس الوطني». وجاء في البيان الذي صدر عن المكتب الإعلامي ل «الجيش السوري الحر» في باريس «تم اليوم في أنطاكيا في معسكر الجيش السوري الحر الإعلان الرسمي عن المجلس العسكري التابع للجيش السوري الحر وعين العميد مصطفى الشيخ رئيساً له». وأضاف البيان إن «المجلس يضم عشرة ضباط برتبة عميد وستة برتبة عقيد، (...) ويعمل تحت قيادة العقيد رياض الأسعد»، مشيراً إلى أن العميد الشيخ والعقيد الأسعد أعلنا إنشاء المجلس معاً. وشدد البيان على «توحيد المجالس والكتائب تحت قيادة الجيش السوري الحر. كما حذر كل الأحزاب السياسية والدينية والتنظيمات من العمل المسلح خارج تنظيم الجيش السوري الحر». وقال الأسعد: «إن هذه الخطوة هي لتأكيد وحدة الصف ووحدة القوى المسلحة (المعارضة) على الأراضي السورية، وكل تنظيم خارج هذا الإطار لسنا مسؤولين عنه». وأعرب عن أمله في أن تنضوي كل المجموعات المقاتلة تحت قيادة هذا الجيش. وكان العميد الشيخ أعلن في 6 شباط (فبراير) الماضي تأسيس «المجلس العسكري الثوري السوري الأعلى» برئاسته ليكون بمثابة «هيكل تنظيمي» للمنشقين، وبهدف «تحرير سورية». وفي واشنطن (رويترز) قال مسؤولون أمنيون أميركيون وأوروبيون أن إيران تقدم مساعدة كبيرة للرئيس بشار الأسد لمساعدته في قمع الاحتجاجات وتتراوح المساعدة من أجهزة مراقبة عالية التقنية إلى بنادق وذخيرة. وقال المسؤولون إن المساعدة الفنية التي تقدمها طهران للقوات السورية تشمل أجهزة مراقبة إلكترونية وتكنولوجيا مصممة لإعاقة جهود المحتجين في التواصل عبر الإنترنت وطائرات إيرانية الصنع من دون طيارين. كما زودت إيران سورية بمواد قاتلة لاستخدامها في إخماد أعمال الشغب. وقال المسؤولون الأميركيون إن مسؤولين أمنيين إيرانيين سافروا إلى دمشق لتقديم النصح لحاشية الأسد عن سبل مواجهة المنشقين، موضحاً أن بعض المسؤولين الأمنيين الإيرانيين بقوا في سورية لتقديم النصح لقوات الأسد.