أثبتت الفترة القليلة الماضية أن الإعلام الرياضي السعودي دخل مرحلة خطيرة للغاية يتوجب أمامها الوقوف بروية وبحث أسبابها والعمل على علاجها بهدوء حتى لا نفقد ثقتنا فيه. المشكلة تمثلت في تشكل جبهتين متناحرتين إحداهما تتعامل مع الأحداث بشفافية وتقدم الخطأ مكشوفاً للرأي العام بحثاً عن علاجه فيما تطالب الجبهة الأخرى بعدم تضخيم الأمور كما تطالب بالتواصل مباشرة مع المسؤول لعلاج المشكلة. ومع إصرار كل جبهة على موقفها وطريقتها في التعاطي مع الأحداث اتسعت الفجوة بين الجبهتين حتى بدأ التناحر بينهما علانية وإن لم يتجل ذلك ورقياً إلا أنه ظهر في وسائل الإعلام المرئية وطغى على صفحات التواصل الاجتماعي (الفيسبوك - تويتر) حتى بدا أن خلف ذلك التناحر أياد تنسج الخيوط وتستفيد وتوجه الرأي وتأد النقد، وحتى امتد التفاوت بينهما مع الوقت ليصل لمواقع عملهما في الصحف الورقية ووسائل الإعلام المرئية والمسموعة، والخوف أن تؤدي مثل تلك التصرفات إلى تشويه الإعلام الرياضي النزيه وهو الإعلام المحسود من أقرانه في جوانب الإعلام الأخرى بمساحة الحرية الكبيرة فيه. الرؤية السابقة تمثلت في اتهامات مباشرة وجهها إعلاميون تجاه زملائهم وجميعهم يعملون في الإعلام الرياضي ووصفت تلك الاتهامات بأن الإعلام هو من تسبب في الانخفاض الواضح في مستوى الرياضة السعودية وزيادة مساحة التعصب بين الجماهير الرياضية!! أيعقل أن يصل الأمر إلى أن يتهم الإعلامي الإعلام المنتمي له بكل ذلك؟!! لولا أنه مستفيد وخلفه من يدفعه للكتابة أو صنع البرامج وخلق الضجة لتأكيد النظرية حتى لو كانت خاطئة. قد يقول قائل بأن كلمة الحق يجب أن تقال وهو محق في ذلك، ولكن مع كلمة الحق فقط فليس من المعقول أن يتسبب الإعلام الرياضي لوحده في إخفاقات الرياضيين والمؤسسة الرياضية السعودية بشكل عام ويكون لوحده أيضاً السبب الرئيس في نشر التعصب في المجتمع إذ لم يتبق إلا أن يكون سبباً في ثقب الأوزون والربيع العربي وتسونامي وفيضانات أمريكا. وتجاه ما يحدث أتمنى أن يعي من رضوا بأن يكونوا أدوات في أيدي الغير بأن الوقت كفيل بكشفهم وبأنهم خسروا أنفسهم أولاً كما خسروا شرف المهنة مقابل كسب وقتي. كما أتمنى من الزملاء الشرفاء التعامل بصرامة مع هؤلاء النفعيين والمتكسبين من الإعلام والتضييق عليهم وعدم منحهم المساحات الكافية لنشر أفكارهم التي تخدم المصلحة العامة.