يعيش سكان مخططي السنابل والأجاويد -جنوبي جدة- معاناة انتشار بحيرات المياه الآسنة التي تملأ منتصف المخططين، وتتدفق مياهها الملوثة نحو منازلهم، الأمر الذي يجعلهم يتساءلون عن أسباب صمت الجهات المعنية وتجاهلها لمعاناتهم، في ظل انتشار الحشرات والبعوض والروائح الكريهة، إلى الدرجة التي دعت بعض ملاك المنازل إلى التفكير في بيعها دون النظر إلى الخسائر المالية التي تكبدوها هربا من الأوبئة والتلوث. وناشد سكان المخططين الجهات المختصة إنقاذهم من المياه الآسنة التي تحاصر منازلهم الأهالي، حتى خلفت الكثير من السلبيات الصحية والبيئة والنفسية فضلا عن السلبيات التي لحقت بالطرق الداخلية والبنى التحتية للمخططين خصوصا طبقات الأسفلت والأرصفة نتيجة الطفوحات المستمرة. ولعل ما يثير الاستغراب أن بعض العمالة حولوا الموقع لبحيرة صيد، يتجمعون حولها في أيام العطلات، لاصطياد الأسماك التي تولدت بسبب طول بقاء المياه. ويعتقد المواطن علي بن عبدالله القرني أن أزمة حي السنابل معاناة مزمنة: «بددت أحلامنا التي كنا نأملها في السكن بناء يجمع الأسرة ويقينا مشاكل الإيجار والتنقل من منزل إلى آخر»، ويشير إلى أنه: «كانت الأمور في البداية جيدة ولكن بعد البدء في تنفيذ مشروع تصريف السيول في حي الأجاويد وتحويل المياه الجوفية لقناة السنابل لتصريفها، بدأت المستنقعات والطفوحات وبرك الآسنة تتوزع في المساحات الفضاء في مخطط السنابل، وأخذت نتيجة لتزايدها تنساب في طرقات الحي محدثة تلفيات واضحة لها دون حراك من الأجهزة المعنية». وأشار القرني إلى أن الأهالي حصلوا على وعود متتالية من الأمانة بعد الشكاوى التي تقدموا بها إلا أنها لم تسفر عن نتائج إيجابية حتى اللحظة. وأكد المواطن محمد بن مجدوع الشهري من سكان السنابل أن تدفق المياه الآسنة المتواصل أدى إلى تلوث البيئة وظهور مشاكل صحية سببت للأطفال وبعض كبار السن التهابات في الجلدية والعيون نتيجة لانتشار البعوض. وأشار الشهري إلى أنه رغم شكاوى الأهالي كانت العمليات الوقائية لتطهير البيئة ورش المستنقعات دون المستوى المطلوب وقائيا في حين كنا نأمل أن يتم إنهاء معاناتنا بشكل تام، مبينا أن الأهالي رفعوا شكواهم إلى الجهات المعنية في أمانة جدة والشركة الوطنية للمياه، وما زالوا يتابعون مسيرة شكواهم مع المسؤولين على أمل الحصول على حل عاجل وسريع. واستغرب المواطن عبدالله الزيلعي الوضع البيئي السيئ في مخططي الأجواد والسنابل، مضيفا أن: «الآسنة والسلبيات التي سببتها لنا وبتنا نعاني منها أفقدتنا راحة البال، كما تسببت في إزعاجنا نفسيا وحرمتنا من التمتع بالهدوء والعيش في منازلنا بعيدا عن المنغصات». وناشد الزيلعي الجهات ذات العلاقة التدخل وإيجاد حل يزيح هذه المعاناة عن سكان الحي مشيرا إلى أن أحد جيرانه قام بعرض منزله في مكاتب العقار لبيعه نتيجة للمعاناة الصحية والمالية التي أفرزتها تدفقات المياه الجوفية بعد محاصرتها لمنزله. أما عبدالله الحربي فبين أن معاناتهم في الأجواد والسنابل لا تتوقف عند مستوى التلوث البيئي الذي سببته الطفوحات وحسب بل تتعدى إلى مشاكل أخرى تقلقهم كانتشار العمالة المخالفة والمجهولين وانعدام الإضاءة العامة ليلا وانتشار ظاهرة سرقة المحلات ومواد البناء من المنازل التي ما زالت قيد الإنشاء. ويطالب الحربي الجهات المعنية في أمانة جدة والشرطة والجوازات والشركة الوطنية للمياه -كلا حسب اختصاصه- بضرورة التحرك لمتابعة السلبيات والمشاكل التي يعاني منها السكان، لافتا إلى أن مخططي السنابل والأجواد يعدان الواجهة الجنوبية لمحافظة جدة وبوابة أولى للقادم من طريق الساحل الدولي فضلا عن كون المخططين يشهدان كثافة عالية للسكان من محدودي الدخل. مشكلة 19 حيا بدوره، أوضح مدير وحدة أعمال جدة في الشركة الوطنية للمياه المهندس عبدالله العساف أن مشكلة المياه الجوفية في جدة يعاني منها قرابة ال 19 حيا هي السنابل والأجاويد وجوهرة المعارض وأبرق الرغامة وقويزة والنسيم الشمالي والعليا وكيلو 14 والمنتزهات والمساعد ومخطط عبيد والراية ومخطط الحرمين والسامر والأجواد والواحة وبريمان الشعبي والشرقي. وبين أن إمارة منطقة مكةالمكرمة أسندت مهمة معالجة هذه المشكلة للشركة الوطنية وتم الانتهاء من دراسة ستة مواقع وهي (كيلو 14 كيلو 11 قويزة وبريمان المتبولي والعليا) وتسلم مخططاتها من إدارة السيول والأمطار، وسيتم تسلم باقي المواقع تباعا، مشيرا إلى أن اللجنة الوزارية الفرعية المشكلة لدراسة مشكلة الجوفية اعتمدت مبلغ 100 مليون ريال في محضر اجتماعها الثاني الذي عقد في مقر إمارة منطقة مكةالمكرمة في جدة في التاسع من صفر الفائت للبدء في تنفيذ المشاريع اللازمة. تواجد أمني من جهته، أوضح الناطق الإعلامي في شرطة محافظة جدة العميد مسفر الجعيد متابعة الظواهر السلبية ميدانيا، ورصد الملاحظات أولا بأول للتعامل معها وإنهائها من خلال التواجد الميداني المكثف للدوريات الأمنية والدوريات السرية التي تعمل على مدار الساعة. وأشار الجعيد إلى أن شرطة جدة حرصا منها على تقديم الخدمات الأمنية اللازمة والتواصل مع الجمهور استبدلت الرقم المجاني لاستقبال البلاغات غير العاجلة بالرقم الثابت (6425550) لتسهيل تلقي بلاغات وملاحظات المواطنين والمقيمين غير الطارئة على مدار ال24 ساعة والتعامل معها بعد التأكد من صحتها، لافتا في الوقت ذاته إلى أن المعلومات المتلقاة وهوية المبلغ يتم التعامل معها بسرية تامة.