تفاعل النظام السوري مع خطة عنان لحل الأزمة بتصعيد العمليات العسكرية، إذ تواصلت العمليات العسكرية للجيش النظامي والاشتباكات مع المنشقين في عدة مناطق سورية، ما أسفر عن مقتل 40 شخصاً بحسب المرصد السوري لحقوق الإنسان. ففي محافظة حماة قتل جنديان من الجيش النظامي إثر استهداف شاحنة عسكرية في ريف حماة الشمالي الذي يشهد عمليات عسكرية واشتباكات. وفي محافظة إدلب، قتل ثلاثة مدنيين جراء اقتحام قوات عسكرية قرى الريف الشرقي لمعرة النعمان وسط إطلاق نار كثيف وأصوات انفجارات. وفي محافظة درعا، أصيب ثمانية جنود نظاميين بجروح، وأعطبت آلية لهم في اشتباكات مع منشقين في مدينة داعل، فيما سمع صوت انفجار شديد قرب بلدة خربة غزالة التي تجمعت حولها قوات عسكرية وأمنية. وفي ريف دمشق، وقعت اشتباكات فجر أمس بين القوات النظامية ومنشقين في منطقة الزبداني، كما سمع انفجار شديد صباحا في حرستا وشوهدت أعمدة الدخان تتصاعد من حاجز للقوات النظامية، بحسب المرصد السوري لحقوق الإنسان. إلى ذلك، وصفت الولاياتالمتحدة تصريحات الرئيس السوري بشار الأسد الأخيرة حول خطة كوفي عنان لحل الأزمة في سوريا بأنها «مخيبة للآمال». وجاء رد فعل الولاياتالمتحدة إثر زعم الأسد أن إنجاح مهمة المبعوث الأممي العربي يقتضي ان يركز على تجفيف ما أسماه «منابع دعم الإرهاب الموجه ضد سورية». وحث المتحدث باسم الخارجية الأمريكية مارك تونر مجددا الأسد على وقف العنف بأسرع ما يمكن، مؤكدا أن القوات الحكومية السورية لم تفعل شيئا للالتزام بخطة عنان. من جهة ثانية، قال أحمد فوزي، المتحدث باسم المبعوث الدولي إلى سورية كوفي عنان، إن الأخير لن يحضر القمة العربية في بغداد ولا «مؤتمر أصدقاء سورية» في إسطنبول، مشيرا إلى أنه أوفد نائبه الفلسطيني ناصر القدوة لحضور الاجتماعين. وبرر فوزي قرار المبعوث الدولي بالقول، إن «كوفي عنان وصل للتو من رحلة تضمنت بيجينغ وموسكو ويستعد لتقديم تقرير لمجلس الأمن يوم الاثنين المقبل وهو لن يتوجه إلى بغداد اليوم(أمس) وإنما أرسل نائبه السيد ناصر القدوة لتمثيله هناك، لأنه حريص على أن يكون ممثلا في هذه القمة المهمة،». وحول المشاركة في مؤتمر «أصدقاء سورية» قال فوزي إن «موضوع أصدقاء سورية أيضا سيحضره السيد ناصر القدوة وفريق من مكتب كوفي عنان». وقال فوزي إن زيارة المبعوث الدولي إلى طهران ما زالت رهن التشاور.