المتسولون يهيمون في الطرقات ويبحثون في السيارات وفي عيون العابرين، محطاتهم نقاط الصرف الآلية ومحيط مراكز التسوق وعند إشارات المرور، ومنهم من يجرؤ ويطرق على نوافذ السيارات، والجهات المختصة تتقاذف المسؤولية كل جهة تلقي اللوم على الأخرى. الذي يزور حلقة الخضار في أي وقت أو يتجول في الأسواق والمراكز الكبرى يخرج بمعادلة في غاية المفارقة حتى صار لكل متسوق.. متسول!. وقال أحد المشترين في سوق الخضر والفاكهة: لقد تضاعفت أعداد المتسولين حتى زاد عددهم عن رواد السوق. وللمتسولين فنون في استجداء عواطف الناس إذ لم يعد نشاطهم حكرا على رمضان، بل امتدت إلى كل الأيام والشهور، يمارسون نشاطهم من خلال سيناريوهات يرسمونها لاستجداء العطف والشفقة من خلال العاهات المصنعة والتقارير الطبية المغشوشة والمشاهد المزيفة كما لم تعد عبارات الاستجداء المباشر والملابس المهترئة والعاهات المصطنعة هي المسيطرة على المشهد بقدر ما أضاف إليها المتسولون طرقا أخرى؛ أبرزها سيدات أو رجال بكامل أناقتهم يمدون أياديهم في حياء مفرط. الشؤون الاجتماعية تؤكد أن دورها في ملف المتسولين، واضح أنها تسعى لمعالجة أوضاعهم بشتى السبل اذ تشير الإحصائيات إلى أن أكثر من 95% منهم أجانب، وهؤلاء ليسوا في مسؤولية الوزارة التي تتعامل مع الحالات في خمس خطوات حسب الحالة، فإما أن يكون المتسول قادرا على العمل ويتم توجيهه إلى مكاتب العمل، وإما ان يكون يتيما فتتم إحالته إلى دور الأيتام وكبار السن إلى دار المسنين، كما تتم إحالة المراهقين إلى دور الملاحظة والتوجيه. وطبقا للأنظمة فإن المتسول الوافد يتم تسليمه إلى الترحيل وجهات أخرى مختصة. ومع ذلك فإن الجهات المختصة عن المكافحة تتنوع بين الأمانة، الشرطة، الشؤون الاجتماعية إلى جانب المكافحة. من بين السيناريوهات التي يستخدمها المتسولون في نقلتهم الجديدة الادعاء بوصوله من مدينة أخرى وتعرضه إلى سرقة أو مأزق مادي، مخبئا كذبته في ملبس أنيق ومظهر لا يتوافق مع صورة المتسولين.. وآخر يتصيد العابرين زاعما أن والدته مريضة. وفي هذا الشأن يروي مدير مكافحة التسول في جدة سعد الشهراني أنه يتم تنظيم حملات بالتعاون مع الجهات المختصة. وأن التسول في نهاية الأمر هو مسؤولية مشتركة لجهات عدة لا جهة واحدة. وأضاف أنه يتم القبض على المتسولين على مدار العام وتتضاعف الأعداد في رمضان والأعياد والحج. واتضح من خلال الإحصائيات الرسمية أن غالبيتهم من الأجانب ويشكلون النسبة الكبرى وآلية القبض لا تفرق بين جنسية وأخرى. ومن المشاهد المنقولة في ملفات التسول ما كشفته أجندة المكافحة من أن متسولا كان يمثل أنه معاق بساق مبتورة ويحمل عصا يتكئ عليها، وعندما اقتربت منه فرق الرقابة أطلق العنان لساقه المبتورة. ومن الملفات ثلاثة مراهقين تخفوا في عباءات نسوية لاستدرار العطف لكن حيلتهم لم تمض إلى نهايتها فسقطوا في يد المكافحة.