تزايد عدد المتسولين في شوارع جدة مع قرب شهر رمضان في الوقت الذي تتأهب فيه جهات حكومية من خلال خطة موسمية لمجابهة طوفان التسول السنوي الذي بدت بوادره في شوارع جدة في الإشارات وحول المساجد والمستشفيات والمراكز التجارية. «عكاظ» التقت مدير مكتب مكافحة التسول في جدة سعد الشهراني لاستفساره عن فوضى التسول في جدة. مكافحة التسول وأوضح سعد الشهراني أنه وبتوجيه من صاحب السمو الملكي الأمير خالد الفيصل أمير منطقة مكةالمكرمة شكلت لجنة ميدانية من 8 جهات مكونة من إدارات الشرطة، المرور، الجوازات، هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، والدوريات الأمنية، وإدارة المجاهدين، ومكتب مكافحة التسول للحد من ظاهرة التسول وملاحقة المتسولين والقبض عليهم والتعامل معهم وفق النظام، وأضاف أن هناك انخفاضا في نسبة المتسولين السعوديين، موضحاً أنه قبض على متسولين سعوديين اثنين على مدار 4 أشهر. ترحيل المتسولين وقال إنه ووفقاً للتعليمات فإن المتسولين الأجانب يتم ترحليهم مباشرة بعد أن تتم إحالتهم إلى إدارة الوافدين، أما المتسولين السعوديون فتتم إحالتهم إلى مكتب مكافحة التسول في جدة لدراسة حالتهم والتأكد من وضعهم ومن ثم إحالتهم إما للضمان الاجتماعي أو للجمعيات الخيرية لمساعدتهم، وأكد في هذا الخصوص أن هناك تعهدا يؤخذ على المتسول، وفي حالة تكرار تسوله بلا مبرر، يتم رفع الأمر للإمارة للتوجيه حياله. وكشف عن أن نسبة المتسولين السعوديين في السنوات الماضية ووفقاً للإحصاءات الصادرة من وزارة الشؤون الاجتماعية على مستوى المملكة، فإنها تصل إلى 7 في المائة من المتسولين السعوديين خلال العام الواحد، وأضاف: إلا أن نسبتهم في جدة انخفضت هذا العام. ونفى الشهراني بشدة الحديث عن أنهم يجاملون المتسولين، مشيراً إلى آلية القبض والتي وصفها بأنها لا تفرق بين جنسية وأخرى، وأكد أن المتسول يجد معاملة حسنة، موضحا أن القبض على المتسولين من مسؤولية الجهات الأمنية وهي من تتعامل مع المتسولين الأجانب وتحيل إلينا السعوديين فقط، وقال إن دورهم مكمل لدور بقية الجهات المشاركة في مكافحة التسول. وطالب بمزيد من الوعي تجاه مكافحة هذه الظاهرة التي تظلم أصحاب الحاجات الحقيقيين. كسب سريع وبين مدير مكافحة التسول في جدة سعد الشهراني أنه تم القبض على الكثير من المتسولين من المقيمين من قبل اللجنة، بما فيهم بائعو الإشارات، وروى عن حكايات إمبراطورية التسول، منها متسول ترك كرسيه المتحرك ولاذ بالفرار، وحالة أخرى لعائلة جميع أفرادها متسولون ويتبادلون المعلومات بالجوال، كما تم القبض على متسول لديه تقرير طبي أن والده مريض بالفشل الكلوي ويريد علاجه ثم تبين أن والده متوفى. وفي قراءة مفصلة لملف التسول بجدة نجد الأرقام تشير إلى أن 85 % من المتسولين هم من غير السعوديين، وأن 35% من هؤلاء غير فقراء ولكنهم امتهنوا التسول كوسيلة للكسب السريع، وأن 40% من المتسولين هم أسر وليسوا أفرادا. وتحتل العاصمة المقدسة المرتبة الأولى في حجم مشكلة التسول تليها جدة والمدينة المنورة. استدرار الجيوب وروى ل «عكاظ» مواطنون ومواطنات مختصون في الشأن الاجتماعي منهم طارق الحربي ورفعة المطيري ومحمد الغامدي وعلى باسهل عن سيناريوهات استدرار جيوب المحسنين؛ إذ لم تعد عبارات الاستجداء المباشر والملابس المهترئة والعاهات المصطنعة هي المسيطرة على المشهد بقدر ما أضاف إليها المتسولون طرقا أخرى أبرزها سيدات أو رجال بكامل أناقتهم للإيحاء بأنهم ليسوا متسولين أو حرفيين في هذا النشاط بل هم من علية القوم وأغنيائهم غير أن الظرف الطارئ هو الذي فرض عليهم طلب المعونة. وقالوا: تكاثرت تمثيلية الرجل الأنيق الذي يدعي مجيئه من الرياض أو الخبر لأداء العمرة وضاعت منه نقوده ويحتاج فقط لعشرة ريالات لتعبئة البنزين، وآخر يتصيد الزبائن داخل المستشفيات بطلب 15 ريالا أو 20 ريالا لاستكمال علاج والدته، وما على البسطاء إلا أن يدفعوا إذ تقل في نظرهم قيمة الخمسة عشر ريالا لينقذ بها متورطا لكنها في نظر المتسول «صيد » ثمين. ومن القصص المسجلة في حالات ضبط المتسولين أن سيدة متسولة تبين أن لديها حسابا بتسعة آلاف ريال في أحد البنوك، ومتسولا سعوديا طلب عند التحقيق معه كتمان الخبر على أبنائه بحجة إن أحدهم موظف محترم.