قبل أربعة أعوام، استبشر سكان حي المعارض والتحلية في محافظة خميس مشيط خيرا، عندما شرعت بلدية خميس مشيط، باستحداث حديقة نموذجية مسورة تحتوي ممرات مرصوفة ودورات مياه وبوفيهات، إلا أن هذا الحلم تحول إلى معاناة بعد توقف العمل في الحديقة بشكل مفاجئ ودون معرفة الأسباب، ولم يتوقف الأمر عند هذا الحد، بل طالت يد العبث أبواب الحديقة وتجهيزاتها حتى تحولت إلى مأوى للحيوانات الضالة بشكل يهدد سلامة السكان. ورصدت جولة «عكاظ» داخل الحديقة، مدى الخراب الذي طال مرافقها، والتقت عددا من ساكني الأحياء المجاورة، مثل حي المعارض وحسام، حيث بين كل من محمد سلمان الشهراني وعبدالله شنان القحطاني، أن الحديقة تحولت إلى شبح يهدد سكان المنازل المجاورة، نتيجة الإهمال الذي طالها وباتت بسببه مأوى للكلاب المسعورة التي لا ينقطع نباحها، فضلا عن تواجد بعض الشباب الطائش في الموقع وإشعالهم للنيران حتى وقت متأخر من الليل. واعتبر كل من مقبول علي مقبول آل عامر ومسعود علي، الحديقة شبحا مخيفا يهدد الأهالي، وقالوا «بدلا من أن تكون الحديقة متنفسا للسكان تحولت نتيجة إهمال البلدية لكابوس مزعج، فأبوابها منزوعة واقتلعت أسوارها الحديدية نتيجة هجمات أيادي العبث بعد أن أنفقت الدولة الملايين في إنشائها خدمة للمواطنين، وكان يفترض تعيين حراسة أمنية تحمي هذه الممتلكات العامة وليس هجرها بهذا الشكل. وأضافوا «أبلغنا السلطات الأمنية عدة مرات عن تجمعات لأشخاص داخل هذه الحديقة وتكسير أبوابها والعبث في مقتنياتها وتكسير وتهشيم زجاج دورات المياه وكافة المرافق، وطالبنا بسرعة تدخل بلدية محافظة خميس مشيط واستكمال مشروع الحديقة المتوقفة وترميم وإصلاح ما تم إتلافه ووضع حراسات ورقابة عليها مثل باقي الحدائق العامة في كافة المحافظة أو إقفالها وإزالتها بالكامل». إلى ذلك، أكد ل «عكاظ» رئيس بلدية محافظة خميس مشيط الدكتور عبدالله عبدالرحمن الزهراني، تسليم مشروع الحديقة المذكورة للمقاول لتنفيذ مشروعات الرصف والإنارة والتشجير تمهيدا لتشغيلها في الأيام المقبلة، مستبعدا أن الإهمال سبب تأخير إنجاز الحديقة أو سواها من المشاريع والحدائق، وقال «التنفيذ مرتبط بأولويات وعقود ومراحل التشغيل، كما أن الاعتمادات المالية تتم على مراحل»، ووعد بانتهاء معاناة الأهالي واستكمال المشروع في غضون الأيام القلائل المقبلة لتكون متنفسا لسكان الأحياء المجاورة والزوار في صيف هذا العام.