شكل إعلان الرئيس بشار الأسد عزمه إجراء الانتخابات التشريعية القادمة في سورية في السابع من أيار (مايو) 2012 محطة تأملية عميقة طرحت التساؤل التالي: هل من قبيل الصدفة التقاء 7 أيار سورية بالذكرى الرابعة للسابع من أيار اللبناني يوم انتهكت قوات وميليشيات حزب الله وحركة أمل حرمة الأراضي اللبنانية،وقتلت وعاثت في أراضيها فسادا فيما اصطلح عليه «باليوم الأسود»؟ أم أنها الأيام دارت لتستقر على نفس اليوم في مشهد متجانس متشابه بين فعل الماضي واليوم حيث تقوم شبيحة النظام السوري ومرتزقته من بعض الدول «الصديقة» للأسد بانتهاك الحرمات، فتقتل وتغتصب وتحتل وتدمر وتخرب وتسرق، وكأن قدر «أيار» الزاخر أن يضم في مطلعه الأسود فعل الجريمة وتجاوز حقوق الإنسان فضلا عن انتهاك الحرمات والتعدي على حق الحياة والحرية والتعبير. إعلان بشار الأسد يشكل تعاميا منه عما يلف بلده من ثورة أقل ما تريده أن يكف هذا الديكتاتور القاتل عن سفك دمائها، وأن يغرب عنها راحلا عن الحكم تاركا وراءه تركة فساد تحتاج إلى ثورة ليست أقل مما تمر به سورية اليوم تهدف إلى إعادة الاعتبار للحياة الكريمة الحرة الأبية. سيأتي السابع من أيار 2012، وقد يمر الاستحقاق الانتخابي في سورية كما حصل مع الاستفتاء على التعديلات الدستورية ليضيف بشار الأسد إلى خزائنه دمى جديدة لا تعمل هذه المرة بالريموت كونترول أو بمقتضى التعميم والأمر، بل هذه المرة عبر اتقان الفن المسرحي والصنعة الأدائية في مسرحية مملة. لعل أهم ما سيميز أيار 2012 إن حدث أن الدراما السورية الناطقة فيه ستختبر في قاعات مجلس الشعب الذي سيضج بالممثلين القادرين على أداء الأدوار المرسومة المعارضة منها والموالية والوسطية. سورية مقبلة على تغيير حقيقي لا محال، ومن شأن هذا التغيير أن يطيح بمعظم رموز مجلس الشعب المزمنين فيه لصالح نماذج إعلامية موهوبة ستؤدي دورها الذي يليق بسورية الحقيقية، بدلا من مجلس شعب مازال ينام نوما عميقا وطويلا. 7 أيار لبنان يقول ل 7 أيار سورية وضعت لي بحصة تماما كما الرئيس السوري الحالي بشار الأسد الذي «استجلب الرحمة لأبيه».