تتلخص قصة الفيلم الخيالي الشهير (المتحولون) في القدرة على تحويل الأشياء إلى (ربورتات) تقاتل من أجل الخير أو الشر بحسب نوايا المتحكم في مسألة التحويل، وفي مصر يطلق مصطلح: (المتحولون) على المثقفين والصحفيين الذين تغيرت مواقفهم بعد الثورة ليتحولوا من مطبلين للرئيس المخلوع إلى متخصصين بنشر فضائحه وأخطائه، وقد ظهر بيننا هذه الأيام نوع جديد من المتحولين يتمثل في المثقفين والصحفيين الذين انقلبوا على أطروحاتهم الليبرالية وهم يظنون أن الناس قد نسيت انقلابهم السابق على الجماعات المتشددة!، فهم يثبتون اليوم أن ضمير (المتحول) مثل قميص معلق على حبل الغسيل .. يميل بحسب اتجاه الريح!. ومع إيماني بأن كل شخص (عقله في رأسه ويعرف خلاصه) إلا أنني لا أستطيع فهم المكونات العقلية للشخص الذي يتطرف في الدين ثم ينقلب على نفسه فجأة ليتطرف في التحرر وبعد عدة سنوات (يضرب فيوزه) من جديد فينقلب على نفسه ويدور في الشوارع محذرا الناس من مؤامرات الليبراليين بعد أن كان يحذرهم قبل أيام من مؤامرات المتشددين!، فهو في هذه الحالة أحد رجلين: إما أنه مضطرب نفسيا إلى درجة أنه لا يستطيع الثبات على موقف، أو أن المسألة ليست بيده بل بيد من يغير المحطة بالريموت كنترول!. مثل هذا الشخص (المتحول) مهما كانت قراءاته الدينية مكثفة حين كان متشددا إلا أنه لم يفهم جوهر الدين الحنيف لذلك دخله من الباب الخطأ وخرج منه بشكل خاطئ أيضا، وهو بالتأكيد لم يفهم الليبرالية حين كان ليبراليا لأنه دخلها من الشباك كي يهرب من حالته المتشددة ثم خرج من فتحة التكييف حين اكتشف متأخرا أنه يتواجد في المكان الخطأ، لذلك غالبا ما تكون لحظة التحول مشحونة بالفضائح وقائمة على التشهير بالرفاق وكأنها تجسيد لقصة الجزء الثاني من فيلم (المتحولون) الذي حمل عنوان: (انتقام المهزومين)!. عموما المشكلة هنا ليست تنقلات وتحولات هذا المثقف (القلابي) بل في مشاريع التجهيل التي تصاحب تحولاته، حيث يتم تقديم القضايا الفكرية العميقة على طريقة (اعترافات مدمن مخدرات)!، وهذا استخفاف بعقول الناس، فنحن حين نستمع على سبيل المثال إلى اعترافات فتاة بأنها كانت ترتبط بعوالم مشبوهة ثم نعتبر هذه (السواليف الخاثرة) نقدا للفكر الليبرالي فإننا نخدع أنفسنا قبل أن نخدع أي شخص آخر لأننا ندرك جيدا بأن هذه الفتاة لم تتب عن الليبرالية بل تابت عن شيء آخر!. للتواصل أرسل رسالة نصية sms إلى 88548 الاتصالات أو 636250 موبايلي أو 737701 زين تبدأ بالرمز 211 مسافة ثم الرسالة [email protected]