•• هناك ثقافة سائدة في وطننا العربي.. وفي بلادنا بصورة أكثر تحديدا هي أن من يترجلون من مواقع المسؤولية لأي سبب كان يختفون عن الأنظار.. ويتوارون عن الحياة العامة.. وينكفئون على نفوسهم.. رغم أعمالهم وإنجازاتهم وعطاءاتهم الكبيرة.. لوطن كان حفيا بهم.. ولمجتمع لم يتأخروا عن خدمته طوال مسيرة حياتهم.. •• يحدث هذا.. لأن المجتمع «دفان» كما قال أستاذنا الكبير المرحوم «محمد حسين زيدان».. •• وكما هو معروف .. فإن عبارة أستاذ الكلمة المجنحة «الزيدان» تعني أننا مجتمع ينسى من يبتعدون عن الكرسي.. وقد لا يسأل عنهم.. أو يبحث عن أي أثر لهم.. بالرغم من كل ما قدموه له.. كل من موقعه.. أو مواقعه السابقة.. بعد أن كانوا في يوم من الأيام ملء السمع والبصر.. وصيتهم كما يقولون (يشن ويرن) ووجودهم يغطي كل الآفاق على الأقل في نطاق الأعمال والمهام والمسؤوليات التي كانت مناطة بهم.. أو المساهمات الإنسانية والخيرية التي شاركوا فيها طوال حياتهم.. •• هذه الثقافة «الظالمة» أضيفت لها في الفترة الأخيرة فوق النسيان ثقافة جديدة.. هي ثقافة الانتقام.. والتشفي.. نتيجة تصفية حسابات خاصة مع هذا أو ذاك بعيدا عن الحقيقة.. وبعيدا عن المصلحة الوطنية العليا.. وبعيدا عن أي قيم أخلاقية يتصف بها أي إنسان مسلم.. فضلا عن أن يكون حريصا عليها.. كل إنسان وهبه الله عقلا .. وأمانة.. •• صحيح أن الأنقياء .. والأصفياء.. والأطهار.. يظلون كذلك.. وأن في المجتمع من يعرف قدرهم.. وجلال أعمالهم.. ومكانتهم الكبيرة في النفوس المجبولة على الخير.. •• لكن الأكثر صحة هو: «أن الرصاصة التي لا تصيب تدوش.. كما يقولون وذلك ما يحتاج المجتمع إلى حصانة ضده.. لأنه سلوك «قميء» لا يليق بإنسان مسلم أن يمارسه.. فضلا عن أن يروج له.. ويحوله إلى ثقافة عامة».. •• لكن المفرح.. رغم وجود هذه النوعية «المريضة» من الناس في مجتمعنا هو: أن النظيف يظل نظيفا.. والمخلص يظل مخلصا.. والكبير يظل كبيرا.. وإن حاول «الصغار» النيل منه.. وتلك هي طبيعة المجتمع المسلم الذي لا يمكن لفئة صغيرة مغرضة أن تفرض عليه ثقافتها «السوداء».. *** ضمير مستتر: •• حين لا يجد الصغار ما يقولونه عن الكبار.. فإنهم يفترون.. ويكذبون.. ويشوشون.. فلا يجدون من العقلاء إلا الازدراء والاحتقار والتأفف. للتواصل أرسل sms إلى 88548 الاتصالات ,636250 موبايلي, 737701 زين تبدأ بالرمز 400 مسافة ثم الرسالة [email protected]