** هذا التقليد الجميل الذي أرساه «الملك الإنسان» لأول مرة.. عندما حرص على الاحتفاء بالوزراء وكبار المسؤولين المترجلين عن مهامهم السابقة في حضرة من خلفوهم.. ليكملوا مسيرتهم العملية ويقدموا المزيد من عطاءاتهم المتجددة.. أقول إن هذا التقليد يرسي نمطا من السلوك الإداري الرفيع تجاه كل من قدم لهذه البلاد الكثير من الخدمات.. والأعمال الجليلة.. لتتواصل من بعده مسيرة الحياة.. ويستمر العطاء بقوة.. ** هذا النمط من السلوك الإنساني الراقي يرسخ ثقافة جديدة في مجتمع مسلم ونظيف.. •• هذا السلوك هو القول لكل وزير: «أنت مسؤول.. بموجب قسمك.. وهذا الوطن أمانة في عنقك.. وأهل هذا الوطن ينتظرون منك أن تكون «خادما» لكل فرد فيهم.. وعليك بأن تخاف الله في أمانتك.. ومسؤوليتك.. ووظيفتك..». ** كما أن هذا السلوك يرسخ في الأذهان مبدأ التقدير والتكريم وحسن الوداع لمن أعطوا وقدموا وأنجزوا.. ** وما كلام الملك الجميل للوزراء المغادرين «إن القسم لدينك ووطنك.. وفيكم البركة.. وقد أديتوا واجبكم.. وأشكركم والله يعطيكم الصحة والعافية.. وأهم شيء إن شاء الله اللي وراكم يعوضونا عنكم.. وكلكم إن شاء الله فيكم الخير.. وفيكم البركة.. وأبشركم أن سمعتكم ولله الحمد عاطرة.. وأنتم واللي قدامكم.. هم أدوا واجبهم.. وأنتم الله يوفقكم إن شاء الله».. هذا الكلام الأخلاقي.. والإنساني الجميل.. كم نحن بحاجة إلى أن يكون هو السائد في كل إدارة.. ووزارة.. ومصلحة وشركة.. ومؤسسة إذا نحن أردنا معالجة الكثير من الفجوات العميقة بين بعض كبار المسؤولين ومن يعملون معهم.. وإذا نحن أردنا تحقيق بيئة عمل صالحة في كل موقع.. وإذا نحن كذلك أردنا أن تتحول أجهزة الدولة ومؤسساتها إلى مصانع إنتاج.. وعطاء متزايد.. وليس بيئة تفرخ الفساد.. وتنتج أردأ صنوف العمل غير الخلاق.. وإذا نحن أبقينا على «الغطرسة» سلوكا مريضا في بعض قطاعات العمل الحكومية والخاصة مع الأسف الشديد.. ** وإذا أضيف إلى كل هذا أن قائمة الشرف والنزاهة والنظافة ستكون غدا ملمحا إضافيا لمحاسبة كل من يأتون إلى الإدارة العليا في المنظومة الحكومية.. فإننا نضيف بذلك بعدا آخر من أبعاد المساءلة على كل صغيرة وكبيرة.. وبذلك نكون قد أرسينا قواعد الشكر والامتنان لكل من يعمل بنظافة.. ووضعنا في نفس الوقت أدبيات وقواعد للمحاسبة لكل من يخطئ الطريق ولا يؤدي الأمانة على الوجه الأكمل.. ** ودائما فإن الملك عبدالله يعلمنا كل يوم كيف يجب أن نكون.. وما الذي يجب علينا أن نفعل.. لكي يظل هذا الوطن غنيا برجاله الأنقياء.. وعظيما بتلاحم أبنائه.. ونظيفا من داخله..؟ * ضمير مستتر: ** أنت نظيف إذاً أنت في القلب والعين.. وأنت غير ذلك.. فأنت إذاً خارج إطار المواطنة الصالحة. [email protected] للتواصل أرسل sms إلى 88548 الاتصالات ,636250 موبايلي, 737701 زين تبدأ بالرمز 400 مسافة ثم الرسالة