تلاحق السلطات الأمريكية سائق الشاحنة الهارب المتسبب في دهس المبتعث السعودي أحمد عبدالحكيم السعدي، الذي لقى حتفه الأسبوع الماضي في ولاية لوس أنجليس الأمريكية. وفيما أكدت المصادر ل«عكاظ» أن السفارة السعودية في واشنطن والملحقية الثقافية تتابعان مع الجهات المختصة الأمريكية ملاحقة السائق، أشارت المصادر إلى أن تفاصيل الحادثة تعود عندما استقل الفقيد دراجة نارية في أحد الشوارع، لتباغته شاحنة تتجاوز الإشارة الحمراء وتدهسه، ليلفظ أنفاسه في الحال. وكشف ل«عكاظ» الملحق الثقافي في أمريكا الدكتور محمد العيسى الذي كان في استقبال الجثمان أمس، أن السعدي يعد من المبتعثين المميزين بخلقه وأخلاقه، وكان حسن السيرة والسلوك طيلة أيام بعثته، مشيرا إلى أن المتابعة مستمرة من قبل القنصلية في لوس أنجليس وصولا إلى سائق الشاحنة، بعدما تم الوصول إلى الشاحنة. وأوضح أحمد عبدالرحيم السعيدي (ابن عم الفقيد) أن الأسرة على ثقة في الجهود التي تبذلها السفارة في واشنطن تجاه الوصول إلى الهارب، ليلقى جزاءه العادل لتجاوزه الأنظمة والتسبب في قتل روح بريئة. وشدد جاسم السعدي (ابن خال الفقيد) أن أحمد السعدي ليس ابنا للأسرة فحسب، بل ابن لجميع السعوديين بصفة عامة، وأولياء أمور المبتعثين بصفة خاصة، الذين ودعوا أبناءهم في مرارة الغربة من أجل مستقبل زاهر يعودون فيه بشهادات تسهم في بناء الوطن، مبينا أن الجموع الغفيرة التي ودعت أحمد البارحة تأكيد على المكانة التي يجدها المبتعث من كافة الجهات في الداخل، مشيرا إلى أن الأسرة حريصة على الوصول إلى المتسبب في الحادثة، «وكلنا أمل في أن يكون ذلك في أقرب وقت ممكن». وكانت جموع غفيرة شاركت أمس في مراسم تشييع المبتعث أحمد السعدي، بعد وصول الجثمان من الولاياتالمتحدةالأمريكية عصر أمس إلى مطار الملك عبدالعزيز بجدة، وتمت الصلاة عليه في المسجد الحرام بعد صلاة العشاء، ليوارى الجثمان الثرى في مقبرة العدل. وفيما سيطرت حالة من الحزن والألم على والده وأقاربه، على الفقيد الذي لطالما حلموا بعودته ممتطيا جواد المستقبل، ومتوشحا بشرف المشاركة في بناء الوطن من خلال شهادة بكالوريوس في تخصص الإدارة المالية من جامعة ولاية كاليفورنيا، لكنهم استقبلوه جثمانا. وأضاف أحمد السعدي أن الفقيد (رحمه الله) كان قريبا من التخرج «لكنه الموت الذي غيبه، ولا حول ولا قوة إلا بالله، وإنا لله وإنا إليه راجعون»، مثمنا دور السفارة السعودية التي وقفت بكامل طاقمها وأفرادها مع الأسرة المنكوبة في هذا الموقف المؤلم، وإنهاء إجراءات سفر زوجته وابنه الوحيد عبدالعزيز، لتتم إجراءات نقل الجثمان ليوارى الثرى في أطهر البقاع وأحبها إلى الفقيد مكةالمكرمة. وأبان عمر الزهراني (رفيق درب الفقيد في البعثة) أن الراحل كان حريصا على مواصلة زملائه ومشاركتهم التجمعات «كان نشطا رحمه الله في الأعمال الخيرية والتطوعية، خاصة موائد الرحمن في رمضان التي تقام في لوس انجليس». وتتقبل الأسرة العزاء في الفقيد في منزل والده عبدالحكيم السعدي في حي الخالدية بجدة خلف قاعة ليلتي بالنسبة للرجال، فيما العزاء للسيدات في منزل السعدي في حي النسيم.