لكم الله يا أهل سوريا فهو وحده القادر على وقف ما يحل بكم من بلاء. أما العالم فهو يقف عاجزا مكتوف اليدين، يرى، يسمع، وحتى إن تألم فإنه لا يكاد يفعل شيئا. ما أقسى أن يرى الإنسان المستوى البشع الذي ينحط إليه البشر في تعاملهم مع إخوانهم ومواطنيهم مهما كانت المبررات. ما أقسى وسائل الإعلام الحديثة وقد أصبحت أدق وأسرع وأصدق وهي تنقل رائحة الدم وصور الموت والخراب حية على الهواء. ونحن ننظر مذهولين وكأنما أصابنا الشلل. أكل هذا يحدث لأشقائنا؟ هل يعقل أن تدك بيوت دمشق وحمص وحماة وإدلب على من فيها بالقذائف السورية الثقيلة؟ أن تغتصب النساء في بيوتهن، أن يذبح الأطفال أمام أمهاتهم. يصل عدد القتلى إلى عشرات الألوف ومع ذلك تستمر المجازر بل تزداد ضراوة. تتكوم الجثث في المنازل وتنتشر في الشوارع فلا تجد من يدفنها. تكاد رائحة الموت أن تنفذ عبر التلفاز. هل يعقل أن تقوم حكومة وجيشها وأعوانها بكل هذا العدوان ضد مواطنيها مهما اقترفوا؟ فكيف بهم إذا كانوا أطفالا أبرياء وشيوخا ونساء؟. ما أقسى ألم الأمهات الثكالى وهن يولولن لفقد أطفالهن وأولادهن. ما أقسى ألا تجد صرخاتهن من يسمعها. ما أبشع منظر شاب أعزل وهو يتلقى الضربات والطعنات والطلقات من يد وغد مدجج بالسلاح. ما أبشع منظر الجنود والشبيحة وهم يمارسون تعذيب الأطفال قبل أن يقتلوهم. أين في قلب بشر تختزن كل هذه الوحشية، وكيف يصبح الإنسان عند أخيه الإنسان ليس أكثر من جرذ حقير لا يساوي شيئا. ما أقسى سماع التصريحات وهي تطلق وأقسى مراقبة المجالس واللجان وهي تجتمع والاحتجاجات وهي تتصاعد بينما القتل يستمر ولا يتوقف. ما أقسى العالم حينما تتغير قيمة الإنسان وفقا لحسابات الجغرافيا والسياسة والمصالح، عندما يحتاج وقف قتل الأطفال لمناقشات واجتماعات ووساطات دولية. ما قيمة كل التقدم الإنساني إذا ظل ملايين الناس لا يساوون شيئا عند حكوماتهم وظل العالم عاجزا عن مساعدتهم؟ من يوقف الطاغية وجيشه الآن وليس بعد دقيقة أو ساعة أو شهر؟ من يمسك بتلابيبه ويصرخ في وجهه ويضرب على يديه؟.. يا أهل سوريا لكم الله ولكم منا الدعاء. للتواصل أرسل رسالة نصية sms إلى 88548 الاتصالات أو 636250 موبايلي أو 737701 زين تبدأ بالرمز 133 مسافة ثم الرسالة