اعتلت امرأة مسرح منصة نادي جازان الأدبي بجوار الرجل لأول مرة منذ تأسيس النادي عام 1995م، وبين الجمهور حضرت النساء دونما حواجز مما تسبب في مغادرة البعض ممن لم يرق لهم المشهد في الندوة التي نظمها النادي مساء أول أمس بعنوان (النشر الإلكتروني) والتي شارك فيها سكينة المشيخص وخالد المأربي وأدارها أحمد السيد عطيف. وقالت المشيخص إن الإعلام الحديث تحول إلى مفاهيم ونظم الاتصال, واستخدمت وسائل أكثر تفاعلا, وأصبحت الرسالة الإعلامية لا تحتاج إلى وسائط معقدة للوصول إلى المتلقي, وبظهور العولمة أصبح العالم قرية واحدة والجميع أقرب لبعضهم البعض وأصبح الإنترنت هو الوسيلة الأبرز في وصول الرسائل من المرسل إلى المستقبل وهذا يعزز مفهوم النشر الإلكتروني الذي تطور كثيرا إلى تقنيات الآيباد والآيفون والبلاك بيري, ليصبح للنشر الإلكتروني دور مؤثر يسمح بتبادل الآراء والمعلومات والأخبار. واستدركت المشيخص قائلة: ليس بالضرورة أن يكون الخطاب الموجه متوازنا وسليما من العيوب التي تخرب أفكار المتلقين خاصة إذا ما تماست مع الأمنين الاجتماعي والوطني, لذلك للنشر الإلكتروني حساسيته وخطره عندما يستخدم بصورة سلبية، فالنشر الإلكتروني أصبح عاملا اتصاليا حاسما في تكوين وتشكيل الرأي العام سلبا أو إيجابا وبصورة سهلة. ورأى خالد المأربي أنه لا يمكن لأي بلد في هذا العصر أن يعيش معزولا عن التطورات التقنية المتسارعة والآثار الاقتصادية والاجتماعية والأمنية الناجمة عنها وفي ظل الترابط الوثيق بين أجزاء العالم عبر تقنيات المعلومات والاتصالات بات من الضروري لكل بلد حماية أفراده ومؤسساته ومقدراته من أضرار هذه التقنية، وقال: المخاطر الكامنة في تغلغل هذه التقنية في بيوتنا ومؤسساتنا تتطلب من المجتمع والدولة الحيلولة دون تلك المخاطر ومما يجب توفيره هو تثقيف المواطن بالمواقع الضارة الداعية للفساد الفكري والتفرقة العنصرية بين مواطني الدولة. وذهب المأربي إلى أن هناك قصورا في مفهوم مبدأ المواطنة لدى بعض مستخدمي الإنترنت فلا تزال ثقافة الحقوق والواجبات غائبة عن كثير من مستخدمي الإنترنت مع إيمان بعضهم أنها غير موجودة أصلا خاصة حين يسلب حقه من شخص آخر عبر الإنترنت ولا يجد من يردعه. وتابع: برغم إقرار نظام عقوبات النشر الإلكتروني إلا أن آلية تنفيذه مازالت ضبابية وغير واضحة للكثيرين وتخضع لمزاجية الجهة الموكل إليها العقاب, ولا يزال الانتماء القبلي والمناطقي محددا رئيسيا لدى أغلب مرتادي الشبكة الإلكترونية (الإنترنت) في تقسيم المواطنين إلى درجات ويتضح ذلك من خلال الحوارات الفكرية والسياسية والدينية, إذ إن بعض المحاورين أو المتداخلين تكون لغتهم القبلية أو المناطقية طاغية على حواراتهم مما يؤثر على الانتماء للكيان الكبير (الوطن) فأصبح التنابز بالألقاب والنظرة الدونية والإقصاء للآخر ظاهرة لا أحد ينكرها, وأضاف المأربي: أن البعض نقل المحسوبية الإدارية إلى الإنترنت عبر الصحف والمواقع الإلكترونية التي صارت هي الأماكن التي تسمح بالنشر بعد فشل الصحافة الورقية ووسائل الإعلام الأخرى في توسيع هامش الحرية. 1