جاءت خسارة المنتخب السعودي الأول لكرة القدم لفرصة التأهل إلى التصفيات النهائية المؤهلة إلى نهائيات كأس العالم في البرازيل عن قارة آسيا؛ بعد خسارته الكبيرة من المنتخب الأسترالي بأربعة أهداف مقابل هدفين؛ كبداية عهد جديد في تاريخ كرة القدم السعودية؛ وذلك بعد أن تقدم رئيس وأعضاء الاتحاد السعودي لكرة القدم باستقالتهم، وعلى ضوء هذه الاستقالة تم حل مجلس إدارة الاتحاد وتكليف إدارة مؤقتة برئاسة أحمد عيد تقوم بتسيير أمور الاتحاد حتى موعد عقد الجمعية العمومية لاختيار رئيس وأعضاء للاتحاد السعودي القادم لكرة القدم، ولكن في ظل كل هذه المتغيرات؛ يظل السؤال الأبرز: لماذا تغيرت لغة البعض والذين ظلوا طوال السنوات الماضية يطالبون بضرورة وجود الانتخابات وتفعيلها ودعمها بدلا من التعيين؛ ولماذا يعم الشارع الرياضي السعودي التخوف من قدوم هذه الانتخابات؟ وهل بالفعل نحن جاهزون للانتخابات في المرحلة المقبلة ؟ وهل ستسهم التكتلات المتوقعة بين المرشحين في انتخاب من هم أقل كفاءة وخبرة ودراية بكرة القدم السعودية؟ وهل سيكون بمقدور اتحاد كرة القدم المنتخب اتخاذ القرار بكل حزم في ظل الضغوطات التي ستواجهه من قبل بعض مسؤولي الأندية؟ وبالأخص الكبيرة منها؟ كل هذه الأسئلة طرحتها «عكاظ» أمام عدد من أهل الاختصاص وخرجت بالمحصلة التالية: علوان: نواف بن فيصل الأنسب يرى المهندس إبراهيم علوان رئيس نادي الاتحاد السابق؛ أنه إذا رأت الرئاسة العامة لرعاية الشباب إقامة الانتخابات من أجل اختيار اتحاد كرة قدم جديد؛ فمن الضروري تنفيذ تلك التعليمات والإسراع في هذا الاتجاه؛ على الرغم من أن الانتخابات في غالب الأحيان تحدث فيها الكثير من التكتلات، وتتم عملية الاختيار فيها وفقا للعلاقات الشخصية والمصالح المشتركة بين الأطراف المشاركة في العملية الانتخابية؛ ويضيف: لكن نطمح إلى أن تتم عملية الانتخابات المقبلة بطريقة حضارية ومثالية؛ وأن يتم اختيار الرجل المناسب لشغل المكان المناسب؛ ولكن وبكل أمانة أقولها إن منصب رئيس الاتحاد السعودي لكرة القدم منصب حساس وقوي وبحاجة إلى شخصية إدارية وقيادية من الدرجة الأولى بقوة وحجم الأمير نواف بن فيصل؛ والذي يملك الخبرة الكافية وله ثقل رياضي على المستوى القاري والدولي؛ فبالتالي أتمنى أن يعدل الأمير نواف بن فيصل عن قرار الاستقالة، فمن الصعوبة بمكان إيجاد شخصية ترأس اتحاد القدم بحجم هذا الأمير القيادي والخبير ببواطن الكرة السعودية. العنقري: الانتخابات ليست كل مشاكلنا من جانبه, يرى عبد العزيز العنقري رئيس النادي الأهلي السابق؛ أن وجود الانتخابات أمر ضروري و معمول به في مختلف دول العالم؛ وتعتبر مطلبا أساسيا يطالب به الاتحاد الدولي لكرة القدم؛ وقد تم العمل بها في مختلف الاتحادات القارية والأهلية حول العالم، وزاد: نحن جزء من هذا العالم ويجب البدء في هذه العملية؛ ونتمنى أن تسهم هذه الانتخابات في رقي وتطور كرة القدم السعودية؛ والمتعارف عليه دائما أن البدايات يكون فيها الكثير من المعوقات والصعوبات؛ ولكن كل الأمنيات أن تكون المرحلة المقبلة مثالية وتحمل فكرا انتخابيا يقود الكرة السعودية إلى اختيار الأنسب للمرحلة المقبلة، فهذه ليست التجربة الأولى للانتخابات؛ ففي السابق كانت هناك انتخابات على الرغم من تقاسمها ما بين الانتخاب والتعيين في تلك الفترة؛ إلا أنها كانت بداية جيدة في ظل التركيبة الرياضية لدينا واستئثار الاختيار بالتعيين على مدى عقود طويلة. وأضاف: أنا من أشد المؤيدين للانتخابات على أن تكون شاملة لكل المناصب في اتحاد كرة القدم المقبل؛ حتى في ظل وجود التكتلات والتي يتخوف منها البعض، إلا أن هذه التكتلات موجودة في كل الانتخابات حول العالم وليست بالأمر الجديد؛ ولكنها لا تدوم طويلا؛ وفي النهاية سينتصر الأكفاء في الصراع الانتخابي بفضل ما يقدمونه من عمل ناجح يستحق الانتخاب من قبل الجميع، ولكن السؤال الأبرز: هل كل مشاكل الكرة السعودية ستحل مع بدء عملية الاقتراع؟ أعتقد أن الانتخابات جزء من كل؛ وهناك الكثير من المشاكل التي تستحق من الجميع البحث لها عن حلول، ويأتي في مقدمتها تعديل النظام الأساسي لاتحاد كرة القدم بما يتماشى مع هذه المرحلة؛ بالإضافة إلى تطبيق الأنظمة والقوانين؛ وفصل اتحاد الكرة عن المسابقات المحلية وتحويلها إلى رابطة للمحترفين؛ والكثير من الأمور التي يجب إيجاد حلول لها وأن لا نضع الانتخابات هي المشكلة الأكبر في الكرة السعودية. الزياني: التعيين حاليا أفضل ويقول خليل الزياني نائب رئيس نادي الاتفاق؛ إن الانتخابات منطق حضاري ونقلة تطويرية للرياضة السعودية؛ لكني أخشى أن يكون هناك عزوف وعدم إقبال من الناخبين؛ فنحن لم نخض هذه التجربة إلا مرة واحدة فقط وكانت بالمناصفة ما بين الانتخاب والتعيين؛ لذلك ومن وجهة نظر شخصية أتوقع أن عملية التعيين أفضل من الانتخاب وهذا رأيي الشخصي البسيط والمتواضع، لأن الشخص المعني بعملية التعيين سيقوم باختيار الشخص المناسب والذي يرى فيه المقدرة والكفاءة والخبرات والإمكانات من أجل شغل هذا المنصب؛ وهذا الأمر لا تأتي به الانتخابات؛ فبالتالي من لديه مجموعة كبيرة تقوم باختياره سيفوز بكل تأكيد في هذه الانتخابات ويحصل على هذا المنصب؛ بعيدا عن الاعتبارات التي تراعى أثناء عملية التعيين؛ فلذلك الانتقائية الجيدة والمقننة تؤدي إلى مجموعة متجانسة للعمل في بوتقة متكاملة؛ فليس من الضروري مسايرة ما يحدث في بقية دول العالم؛ لذلك أعتقد أن التعيين أفضل بمراحل من الانتخاب على أقل تقدير في المرحلة القريبة المقبلة. التركي: نشر ثقافة الانتخاب أولا ويرى فراس التركي أن إقرار الانتخابات خطوة رائعة وممتازة للغاية؛ خصوصا وأن المرحلة السابقة شهدت هذه التجربة؛ ولكن بمقدار نصف المقاعد؛ والمقاعد الأخرى تمت عن طريق التعيين؛ مضيفا: لذلك يجب أن نكون أكثر صدقا؛ فللأسف الشديد الثقافة الانتخابية لدينا بشكل عام مازالت في بداياتها؛ وبحاجة إلى أن يكون هناك نسبة معينة للتعيين وأن لا تكون العملية برمتها بالانتخاب؛ ولو خلال المرحلة الأولية على أقل تقدير في ظل أن أنظمة الاتحاد الدولي لكرة القدم تطالب بنسبة معينة تكون بالانتخاب، لذلك يجب علينا البدء في نشر ثقافة الانتخاب؛ ففي كل دول العالم الانتخابات تعبر عن رأي الأغلبية وهذا ما نطمح إليه في قادم الأيام، حيث إن الانتخابات تمنح الفرصة لمن يجد في نفسه الكفاءة على الترشح وخوض المعركة الانتخابية بخلاف التعيين. وأضاف: البعض يتخوف من الانتخابات بسبب التكتلات التي تحدث فيها غالبا، فهي قد تأتي بأشخاص غير أكفاء؛ فهذه التكتلات ليست وليدة اليوم بل موجودة في كل الانتخابات التي تجري حول العالم؛ ولكن عندما يعي الناخب المسؤولية الملقاة على عاتقه سيقوم على الفور باختيار الشخص المناسب صاحب القدرة والكفاءة لشغل هذا المنصب بعيدا عن أية اعتبارات شخصية.