شنَّ الرئيس الفخري للاتحاد الدولي لكرة القدم جو هافيلانج هجوماً حاداً على الاتحاد الإنكليزي لكرة القدم، مطالباً إياه بتعلم مبدأ الربح والخسارة واحترام الآخرين، مشدداً على أن خسارة تنظيم نهائيات كأس العالم 2022 هي السبب في الاتهامات المتواصلة التي يتعرض لها «الفيفا»، مؤكداً سلامة الإجراءات التي سارت بها الانتخابات ورافضاً أي اتهامات بالرشوة. وامتدح هافيلانج في حوار ل«الحياة» رئيس الاتحاد الدولي لكرة القدم جوزيف سيب بلاتر وما قدمه من جهود لتطوير كرة القدم في العالم، وتوقع أن يكون كأس العالم المقبل في البرازيل من أنجح «المونديالات. ووصف الرئيس الفخري ل«الفيفا» محمد بن همام بالشخصية المحببة إلى قلبه، مشيراً إلى أن منصب الفيفا ليس حكراً على الأوروبيين، وأن بإمكان أي شخصية من آسيا أو أفريقيا قيادة الكرة العالمية عبر بوابة الديموقراطية. فإلى الحوار: تعرض الاتحاد الدولي لكرة القدم أخيراً لاتهامات حادة طاولته بتفشي الفساد والرشاوى في أروقته؟ كرئيس سابق ل«الفيفا» ورئيس فخري حالي... ما تعليقك على ذلك؟ -ليس هناك بالتأكيد أي فساد في «الفيفا»، كل هذه مجرد اتهامات، إذا خسر فرصة تنظيم نهائيات كأس العالم 2020 فهذا لا يعني البتة أن هناك فساداً في الفيفا... لا يمكن لنا أن نتعاطى مع الحقائق على هذا النحو. إدارة «الفيفا» رائعة ومتقنة، الوضع المالي بكل وضوح رائع جداً، علينا أن نكون فخورين بالتطور الذي شهده الفيفا وبالأسلوب الذي يتم به إدارته من السيد جوزيف بلاتر، مبنى الفيفا يقع الآن على 40 ألف متر مربع، والمبنى مقام بطريقة جيدة وتساعد في العمل، لا أرى أي فساد في كل ما قام به السيد بلاتر من أعمال وفي إطار ما قلته من منجزات تحققت لمصلحة عالم كرة القدم. الحقيقة أن هناك اتحاداً واحداً فقد فرصة تنظيم نهائيات كأس العالم، وهل من أجل هذه الخسارة ولهذا السبب يجب أن يكون الفيفا فاسداً، يجب أن يدركوا أنهم فشلوا في الحصول على حق تنظيم المونديال. الاتحاد الإنكليزي والصحافة الإنكليزية لم تستطع أن تستوعب فوز روسيا وقطر بتنظيم مونديالي 2018 و2022 على التوالي ... ويتساءلون لماذا تذهب إلى هاتين الدولتين؟ ولذلك يعتقدون أن هناك فساداً في المنظمة الكروية؟ -هل من الممكن أن أسأل سؤالاً: أليست قطر وروسيا عضوين من أعضاء الجمعية العمومية للاتحاد الدولي لكرة القدم؟ نعم. -إذاً فهما يمتلكان الحق الكامل في التنافس على تنظيم نهائيات كأس العالم، وهما قامتا بتقديم ملفيهما لتنظيم المونديال بطريقة مميزة، وهنا أمر لا أستطيع أن أفهمه: ما الخطأ في ذلك؟ أعضاء المكتب التنفيذي في الاتحاد الدولي قاموا بالمقارنة بين الملفات المقدمة من الاتحادات المتنافسة، وقاموا بالاختيار والتصويت بالنيابة عن أعضاء الجمعية العمومية، مع كامل احترامي لما يقال فإن القرار تم اتخاذه أولاً لمصلحة روسيا في 2018 وثانياً لمصلحة قطر 2022، وقبل 4 أعوام تم اتخاذ قرار من الفيفا بمنح جنوب أفريقيا حق تنظيم نهائيات كأس العالم، إذاً لماذا لا يمكن إقامة المونديال في الشرق الأوسط؟ هل هناك سبب يمنع من إقامة كأس العالم في الشرق الأوسط؟ لا أري أي سبب يمنع من أن تقوم دولة في الشرق الأوسط بتنظيم كأس العالم. اللجنة الأولمبية الدولية مثلاً قامت باختيار لندن لتنظيم الأولمبياد في عام 2012 في لندن، فهل قال أحد إن هناك فساداً في اللجنة الأولمبية؟ لا. - إذاً على الاتحاد الإنكليزي أن يحترم القرار الذي تم اتخاذه من أعضاء المكتب التنفيذي في الاتحاد الدولي لكرة القدم، بكل وضوح أقول إن إدارة السيد بلاتر متقنة ولا يستطيع أي أحد أن يتفوه بأي كلمة في هذا الشأن، من وجهة نظري أن الفيفا واللجنة الأولمبية يستمرون في العمل بنزاهة وكرامة. اتخذ الاتحاد الدولي قراره في الجمعية العمومية بتغيير طريقة اختيار الدولة المنظمة لنهائيات كأس العالم، إذ يتم منح هذا الحق لأعضاء الجمعية العمومية بدلاً من الطريقة السابقة التي كانت يقتصر فيها التصويت على المكتب التنفيذي، كيف ترى ذلك؟ - تعلمت أن أقبل وأحترم القرارات التي يتم اتخاذها عن طريق أعضاء الجمعية العمومية في الفيفا، ومن وجهة نظري الطريقة السابقة التي كانت قبل هذا القرار كانت أفضل. شهدت الانتخابات الأخيرة لرئاسة الفيفا أحداثاً ساخنة... وهنا آراء عدة كانت ترى أن محمد بن همام لم يعامل بطريقة جيدة... وأن الفيفا تعامل بديكتاتورية قادت بلاتر للفوز؟ -ابن همام رئيس الاتحاد الآسيوي لكرة القدم، وهو شخص محترم، وأنا أحبه كثيراً، وأعتقد أن السيد بلاتر كرئيس كان استثناء في طريقة إدارته للفيفا، خصوصاً فيما يتعلق الأمور المالية والإدارة الرياضية وثورة كرة القدم التي يشهدها العالم، من وجهة نظري أن التصويت كان جيداً وعادلاً ومنصفاً. من ضمن من لم يكن مقتنعاً بما يحدث الاتحاد الإنكليزي الذي طلب تأجيل الانتخابات؟ - طلب التأجيل كان وراءه اتحاد كرة قدم واحد فقط لكننا في الانتخابات والتصويت رأينا أن هناك 186 عضواً صوتوا لمصلحة السيد جوزيف بلاتر. بلاتر عمل معك لمدة تربو على 10 أعوام، والآن بلاتر يمر بمرحلة جديدة في الفيفا؟ كيف ترى مستقبل كرة القدم في الأعوام ال 4 المقبلة؟ - ثورة كرة القدم ستستمر تحت قيادة بلاتر مع كل احترام. صورة الفيفا كمنظمة لم تكن كما كانت فقد اهتزت كثيراً في ظل الاتهامات المتوالية بوجود الرشاوى والفساد؟ -إذا تجاهلت هذه الاتهامات ونظرت إلى الاتحاد الدولي لكرة القدم بعيداً عن تأثيراتها سترى أمامك منظمة تعمل بشكل رائع في إدارة وتطوير لعبة كرة القدم في العالم ولكن لو لاحظت ستجد أن هناك مشكلة من اتحاد واحد أو اثنين، لا أجد أي مبرر للهجمات والضغوط والاتهامات التي يتعرض لها الفيفا من وسائل الإعلام، بصراحة لم أستطع أن أفهم ذلك. هناك مقترحات قدمت لاقتصار رئاسة «الفيفا» على دورتين بحيث يستمر الرئيس ل 8 أو 12 عاماً كحد أقصى؟ ما اعتقادك في هذا الشأن؟ -نحن في منظمة ديموقراطية، إذا كان هناك رئيس جيد فلماذا لا يستمر في منصبه، إذا كان يعمل بطريقة جيدة ليس هناك سبب لتغيير الرئيس بعد 4 أو 8 أو 12 عاماً، إذا كان الرئيس لا يعمل بطريقة جيدة فالجمعية العمومية تستطيع تغييره وإقصاءه من منصبه، في الجمعية العمومية الحالية التي شهدناها كان هناك 93 في المئة من الأعضاء فضلوا اختيار الرئيس جوزيف بلاتر واستمراره في منصبه ومن ضمن هؤلاء كان الاتحاد السعودي لكرة القدم. ما النصيحة التي توجهها لصديقك بلاتر في الأعوام الأربع المقبلة؟ -العمل الذي قام به السيد بلاتر طيلة الفترة التي عمل فيها رئيساً، كانت بلا شك رائعة، وأتمنى فقط أن يستمر بلاتر بالطريقة نفسها، سأعطيك مثالاً، مع بلاتر الفيفا أقام بطولة رائعة في أفريقيا كما لم تقم من قبل، مع بلاتر سيكون لدينا نهائيات لكأس العالم تقام في الشرق الأوسط، ماذا يريد الناس أكثر من جوزيف بلاتر، هل هناك سبب للتغير لأن هناك اتحاداً واحداً فقط لم يحصل على حقوق تنظيم نهائيات كأس العالم مع العلم أن هذا الاتحاد لم يحصل سوى على صوتين فقط في التصويت الذي قام به المكتب التنفيذي لاختيار الدولة المنظمة للمونديال. (رفع حاجبيه باستغراب). لكن الاتحاد الإنكليزي لكرة القدم يؤمن أن نيله صوتين فقط كان بسبب حالة الفساد التي يعانيها الفيفا، خصوصاً أنهم يؤمنون أنهم الاتحاد الأقدم وأن قطر دولة صغيرة ولا تقارن بإنكلترا؟ -عفواً، أنا عمري 95 عاماً، هل هناك سبب يدعوني إلى أن أكره حفيدي لمجرد أن عمري 95 هل هذا سبب؟ حجم قطر أو عمرها في كرة القدم لا يعني البتة أنه ليس لها الحق في استضافة كأس العالم، كل العمل الذي قدمته قطر للحصول على حق الاستضافة كان مقنعاً. يجب أن نفتخر في الفيفا وقطر والجميع لأن الكل قدم عملاً جيداً وهذه هي الحقيقة. من وجهة نظرك.. ما سبب نجاح كرة القدم في تحقيق هذه الشعبية على مستوى العالم؟ -أولاً كرة القدم عاطفة، ثانياً: الفيفا قام بزرع هذه العاطفة في كل القارات، قبل أن آتي إلى الفيفا كانت كرة القدم في أوروبا وأميركا الشمالية، الآن كرة القدم في كل مكان وفي كل أنحاء العالم، هناك 6 بلايين شخص يعيشون في العالم 250 مليوناً منهم يعيشون بالاعتماد على كرة القدم. إذا كان هناك من 5 أشخاص يعملون في عالم كرة القدم وإذا اعتبرنا أن متوسط عدد العائلة هو 5 أشخاص فهناك 250 مليون شخص يعتمدون على كرة القدم في حياتهم، الكل يعيش من خلال كرة القدم... هذه الحقيقة، أي منظمة تستطيع أن تقدم المعيشة لمثل هؤلاء. يجب أن ندرك جميعاً هذه الحقيقة ونتعامل مع العاطفة تجاه كرة القدم، ولا يجب أن يتجاهل أحد كل هذه الحقائق لمجرد أنه لم يوفق في كسب تنظيم نهائيات كأس عالم واحدة. على الصعيد الشخصي تعد من النماذج الإدارية اللافتة للنظر وتمتلك شعبية كبيرة في كل مكان، خصوصاً في المنطقة العربية التي أنتمي إليها.. ما سر نجاحك الشخصي في مجال كرة القدم؟ -أولاً احترام الجميع فأنا أحترم الكل، لقد زرت كل الاتحادات في العالم باستثناء أفغانستان لأنني لم أكن أتمكن من الذهاب إليها، وزرت الاتحادات 3 مرات على الأقل خلال فترة رئاستي للاتحاد الدولي لكرة القدم، وأنا متأكد أنني زرت الاتحاد السعودي لكرة القدم نحو 15 مرة، الأمير فيصل بن فهد كان صديقي، دائماً أحمله معي في قلبي في كل ترحالي، أنا سعيد أن الجميع يتذكرني، لكن يجب أن نعرف أن السيد بلاتر يقوم بعمل كبير ومميز في تطوير كرة القدم حول العالم. وهنا أنتهز هذه الفرصة أيضاً لأتحدث عن الصداقة التي تربطني بالأمير فيصل بن فهد فكلنا نفتقده كثيراً، والآن هناك ابنه وهو عضو محترم في الفيفا وفي اللجنة الأولمبية الدولية، وهي يتبع خطوات والده وأتمنى له التوفيق. كأس العالم المقبلة ستقام في البرازيل... ماذا يعني لك ذلك؟ -من وجهة نظري، قرار استضافة نهائيات كأس العالم في 12 مدينة في البرازيل قرار صائب جداً وموفق، لأن الفيفا بهذه الطريقة سيحصل على دعم كل الجهات الحكومية في هذه المدن والتي ستقف ستدعم إقامة البطولة في أنحاء البرازيل والجميع سيقدم الدعم اللازم من أجل نجاحها. وفي الوقت ذاته، هناك اهتمام كبير من رئيس البلاد ومتابعة لكل جزئيات الاستعداد ويقف كل العمل الذي يتم حالياً من أجل الاستعداد للبطولة، أيضاً رئيس الاتحاد لكرة القدم تيكسيرا يعمل بشكل جاهد جداً جداً من أجل تحقيق نجاح باهر، ولدي اعتقاد أن كأس العالم 2014 ستكون حدثاً فريداً ستحقق نجاحاً عظيماً. سأشرح لك هناك بعض الخلفيات، سأكون في باريس وسأغادر منها إلى مدينة موسكو، والسفر من باريس إلى موسكو والذي قمت به مراراً يعتقد الجميع أنها رحلة طويلة، لكن في البرازيل عندما تكون في بورتو أليغري في الشمال وإذا كنت تريد أن تذهب إلى الأمازون فيجب أن تسافر لمدة 8 ساعات، أقول ذلك فقط لكي يعرف الجميع الاختلافات في البلد والاختلافات فيما بينها وبين أوروبا وأميركا الشمالية. خلال فترة رئاسة الطويلة للفيفا لم تكن هناك مشكلات تتعلق بالدولة المنظمة لنهائيات كاس العالم فلم يكن الأمر يمر بالطريقة نفسها التي شاهدناها عليها في الآونة الأخيرة؟ لماذا جاءت المشكلات الآن وليس في عهدك؟ -ليس هناك أي مشكلات، لدينا فقط اتحاد أهلي واحد فقط يعمل المشكلات لأنه لم يحصل على حق تنظيم كأس العالم، هذه هي كل المشكلة، لا يجب أن نعتقد أن كرة القدم هي أوروبا فقط، كرة القدم لكل العالم. ومن حق كل العالم أن ينظم «المونديال» وأن يعمل من أجل كرة القدم. أكرر يجب ألا ننسى أن كرة القدم لكل الناس في كل أنحاء العالم، وهناك كأس عالم. سأعود لأسأل عن محمد بن همام على اعتبار أنه أحد المحاور الرئيسية التي كان الجميع يتحدث عنه خلال الآونة الأخيرة؟ البعض يعتقد أن الفيفا لا يجب أن يرأسه إلا شخص أوروبي وأن هذا هو سبب إقصاء ابن همام؟ -ابن همام صديقي وأتمنى له كل الخير، ولكن دعني أوجه لك سؤالاً: هل تعرف من الشخص الذي أتيت بعده رئيساً للاتحاد الدولي؟ ستانلي راوس. - لكن الإنكليز فقدوا القيادة الرياضية في كل أنحاء العالم، عليهم أن يتعلموا كيف يتسامحون وكيف يعملون لمصلحة الكرة العالمية، لماذا لا يتقبلون الخسارة ويتعلمون كيف يخسرون. وعليهم أن يعملوا بجد إذا أرادوا تحقيق النجاحات. وهنا أو أن أوضح وأقول إن كرة القدم ليست لأوروبا فقط، وبالتالي فلماذا لا يأتي شخص من أفريقيا أو الكونكاكاف أو الشرق الأوسط لقيادة الكرة العالمية ورئاسة الفيفا... نحن مؤسسة ديموقراطية كل شيء يسير فيها وفق أسس ديموقراطية، وإذا كان هذا الأمر لا يعجب اتحاداً واحداً فهذا شأنه. أخيراً... هل لديك ما تود أن تقوله للاتحاد الإنكليزي -عليهم أن يتعلموا كيف يتقبلون الخسارة وعليهم أن يعلم أن كرة القدم للجميع وان يعملوا بجد واجتهاد من أجل مصلحة الكرة في العالم.