ترهبنا الهيئة العامة للغذاء والدواء بين الفينة والأخرى بتحذيراتها المعلنة في الصحف المحلية، عن الآثار الخطيرة لبعض الأدوية المنتشرة في الصيدليات والمستشفيات على صحة أطفالنا الصغار، وهي مشكورة على ما تبثه من تحذيرات، ولكنها تجعل من يطلع على تحذيراتها في حيرة من أمره، لأنها لا تقدم له البديل الذي يمكن له استخدامه لعلاج أطفاله مقابل ما تحذر منه من أدوية. فعلى سبيل المثال؛ حذرت الهيئة خلال الأيام الأخيرة من الآثار الخطيرة لدواء (الباراسيتامول) الذي يستخدم لخفض الحرارة للأطفال، وأن هذا الدواء الذي يباع بأسماء تجارية مثل أدول وفيفادول وتينالول وغيرها من الأسماء؛ ضار بصحة الأطفال، لا سيما في حالة تجاوز الجرعة أو المدة. فإذا أخذ الإنسان بنصيحة وتحذير هيئة الغذاء والدواء وبحث في الصيدليات عن أدوية بديلة لتخفيض حرارة الأطفال الصغار الذين أصبح الواحد منهم «يسخن» كل شهر مرتين بسبب الإندومي وشركاه، فقد لا يجد أمامه في الصيدليات غير الفئة نفسها من مشتقات الباراسيتامول، فإن هو هرب من الفيفادول وجد نفسه أمام الأدول، وهكذا بقية عائلة المستحضر الذي حذرت منه الهيئة، فيكون تحذيرها مطابقا لقول الشاعر: «ألقاه في اليم مكتوفا وقال له إياك إياك أن تبتل بالماء» فإذا كانت هيئة الغذاء والدواء على يقين بوجود مستحضرات طبية ضارة بصحة الإنسان خاصة الأطفال أحباب الله فإنها ينبغي أن تتبع تحذيراتها بعدة خطوات، منها؛ أن تسعى إلى توفير المستحضر الطبي البديل المأمون، وأن تسحب بقوة بالتعاون مع وزارة الصحة وغيرها من الجهات التنفيذية المستحضرات غير المأمونة، وأن تكون لديها القدرة الميدانية على مراقبة الصيدليات للتأكد من التزامها بعدم بيع أي مستحضر طبي محذر من تأثيراته الخطيرة على صحة الأطفال بصفة خاصة، والإنسان بصفة عامة. أما إن لم تفعل الهيئة كل ما ذكر واكتفت بالتحذير، فإن هدفها النبيل لن يتحقق وإنما يؤدي تحذيرها إلى التشويش على الآباء والأمهات، ووضعهم في دائرة من الحيرة والقلق، ولا شيء غير ذلك! للتواصل أرسل sms إلى 88548 الاتصالات ,636250 موبايلي, 737701 زين تبدأ بالرمز 162 مسافة ثم الرسالة