في رحلتي لمعرض الكتاب الحالي بالرياض، انتهزت الفرصة لزيارة مكتبة الأمير سلمان بجامعة الملك سعود. في قاعة البحث بحثت عبر أحد أجهزة الحاسب الآلي عما أريده من كتب، مع أرقام فهرستها، ثم صعدت إلى الطابق الخامس لاستعارتها أو حتى تصويرها. ممنوع الاستعارة لغير منسوبي الجامعة؛ عبارة وجهها لي أحد موظفي المكتبة. حاولت جاهداً إقناعه بأنني مؤلف وباحث ومن خارج منطقة الرياض، وأنني بحاجة إلى استعارة كتب لتصويرها لغرض البحث. كانت أمامي ثلاثة شروط للاستعارة بدونها لا أستطيع استعارة كتاب واحد. 1/ بطاقة عمل، أو تعريف مختوم من جهة العمل. 2/ صورة شخصية ملونة مقاس 4×6. 3/ مبلغ ألف ريال نقداً يوضع في الصندوق مسترد. ولم يتبق سوى ملف علاقي أخضر، ومعروض طلب استعارة كتاب!!. لم أكمل مشوار المقالة؛ فعند البحث عن كتاب، أعانك الله أن تبحث عنه بنفسك، وتدور من رف، ودولاب، لآخر، حتى تجد رقم فهرس كتابك المطابق للحروف أيضاً. وإن عثرت عليه وكان حجمه سميناً ك(500) صفحة، ورغبت بتصويرها؛ فشمر عن ساعديك وأخدم نفسك بنفسك، لا يوجد قسم تصوير مجهز بالمكتبة، بل مكائن تصوير موجودة في الممرات، تستخدمها بنفسك. ليس ببعيد .. في مكتبة الملك عبدالعزيز .. مثال نفتخر به في خدمة القارئ والباحث سعودياً كان أم غير سعودي. أجلس على جهاز الحاسب الآلي، ثم من مكاني أسجل ما أحتاجه من كتب، ثم من مكاني أيضاً أنادي أحد مرشدي المكتبة لكي يحضر لي ما أريده من كتب، وإلى مكاني يوصل المرشد الكتب على طاولة ذات عجلات، لأختار منها ما أريد استعارته، وما أريد تصويره. وفي الأعلى .. هناك قسم خاص بالتصوير فيه عامل، يتم الاتفاق معه على تصوير ما تحتاجه من كتب ولو كانت المكتبة كلها. فلا صور ملونة، ولا بطاقات عمل، ولا خطابات، سوى بطاقة الهوية للمواطنين، والإقامة لغيرهم، مع مبلغ التأمين (500) ريال مسترد. هاتان مكتبتان وطنيتان في مدينة واحدة، وبينهما فرق شديد الوضوح في التفاوت بين خدمة القارئ. وهنا في مكتبة الأمير سلمان الكثير شاهدتهم يخرجون من المكتبة دون أن يجدوا ما يريدونه من كتب، هي في أجهزة الحاسب موجودة عناوين فهرستها، ولكن البحث عنها صعب لغير مرشدي المكتبة. حاولت أن أذكره بأن المكتبة تحمل اسم رجل كريم، أنشأ المكتبة ليستفيد منها المواطن والمقيم لا أن تحتكر الاستعارة على طلاب الجامعة، وغيرهم بشروط. يا كرام، المكتبة لا تحتاج إلى عمادة وعميد بقدر ما تحتاج إلى أمين ومرشد يبحث عما يحتاج إليه القارئ، والباحث، دون أن تحرمه من متعة وهواية هو يستمتع بها، ويعشقها. وأذكر الجميع بأن أكبر مكتبة بالعالم (الكونجرس) يديرها أمين؛ فلا عميد ولا عمادة بل تطوير وريادة . عبد العزيز جايز الفقيري (تبوك)