يعد معهد البحوث العلمية وإحياء التراث الإسلامي بجامعة أم القرى أول معهد بالجامعة حيث كانت نواة إنشائه في عام 1396ه أي قبل ثلاثة وثلاثين عاماً حين كانت جامعة أم القرى فرعاً لجامعة الملك عبدالعزيز بمكة وقد كان ذلك ممثلاً بمركز إحياء التراث الإسلامي ومركز البحوث التربوية والنفسية إلا أن المعهد الحالي تأسس في عام 1406ه وذلك بأمر سام ويحتوي على 9 مراكز علمية بحثية 0 ويهدف المعهد إلى وضع سياسة للبحث العلمي وتنظيم الوسائل المناسبة لتنفيذ تلك السياسة باستخدام الطاقات البشرية والمادية المتاحة التي تساعد على تحقيق ذلك وإبراز الفكر الإسلامي ومنجزاته في تاريخ الحضارة والعلوم والنهوض بالدراسات والبحوث العلمية وجمع التراث الإسلامي والعناية به وفهرسته وتحقيقه وتيسيره للباحثين والالتزام بالمعايير الإسلامية في ضوء العقيدة الصحيحة في البحوث والنشاطات الأخرى جميعها . كما يهدف المعهد كذلك إلى تقديم الاستشارات العلمية التخصصية والتدريب في المجالات المتاحة بالمعهد وتشجيع أعضاء هيئة التدريس بالجامعة على إجراء البحوث العلمية في مختلف التخصصات التي تثري العلم وتخدم المجتمع إضافة إلى التعاون مع الهيئات والمؤسسات المختلفة داخل المملكة وخارجها عن طريق إجراء البحوث وتبادل المعارف والخبرات . ويعمل المعهد على نشر نتائج البحث العلمي وتوفير وسائل التوثيق العلمي لتسهيل مهام الباحثين وإثراء مجالات البحث العلمي في الفنون المختلفة ومتابعة البحوث العلمية العربية والأجنبية وترجمة ما يصلح منها ونشره وتهيئة الوسائل والإمكانيات اللازمة لأعضاء هيئة التدريس والباحثين في الجامعة وغيرها وبخاصة المتفرغين تفرغاً علميا ً وتمكينهم من إجراء بحوثهم في جو علمي ملائم . ويقدم المعهد خدمات كثيرة للباحثين في داخل جامعة أم القرى وفي خارجها سعياً منه إلى تحقيق أهدافه المرسومة ومن الخدمات التي يقدمها تنفيذ مشاريع البحوث العلمية وتمويلها ونشر الكتب والبحوث والرسائل الجامعية وجمع التراث الإسلامي ونشره وتحقيقه وإمداد الباحثين بما يحتاجونه من أبحاث وملخصات للأبحاث المنشورة في مجال بحوثهم من خلال قواعد بيانات اللغة الإنجليزية المتوفرة بالمعهد والاتصال بمركز الملك فيصل للبحوث والدراسات وتقديم خدمة تسجيل موضوعات الماجستير والدكتوراه للباحثين وتقديم خدمة تصوير المخطوطات للباحثين في مجال تحقيق التراث وإتاحتها لهم. ويضم المعهد قسما للمخطوطات الميكروفيلمية يشتمل على مكتبة الميكروفيلم بها أكثر من خمسة وعشرين ألف مخطوط موزعة على جميع فنون العلم والمعرفة جميعها مفهرسة فهرسة علمية دقيقة بأيدي باحثين متخصصين على بطاقات خاصة بذلك موضحاً فيها اسم المخطوط واسم المؤلف وتاريخ النسخ واسم الناسخ وعدد اللوحات والأسطر ونوع الخط والمصدر الأصلي للمخطوط وبداية المخطوط ونهايته كل ذلك من أجل إعطاء الباحث فكرة موجزة عن المخطوط . وأنشأ المعهد مؤخراً المعمل الإليكتروني الجديد ويحتوي هذا المعمل على جهازين : أحدهما خاص بتحويل المخطوطات الميكروفيلمية إلى قرص مضغوط (CD) والجهاز الآخر خاص بتحويل المخطوطات الورقية إلى قرص مضغوط ( CD ) أيضاً باستخدام الماسح الضوئي كما يحتوي على آلة تصوير رقمية ملونة وأبيض وأسود تقوم بخدمة التصوير والتجميع والفرز والتدبيس . وتقدم هذه الأجهزة الحديثة خدماتها لجميع المراكز البحثية بالمعهد سواء ما كان منها نظرياً أو علمياً من حيث الطباعة والنسخ والتصوير والتخزين وإمكانية وضعها على أقراص مضغوطة (CD) وتداولها عبر شبكة المعهد الحديثة وإنشاء قاعدة بيانات لكافة المخطوطات المتوفرة لدى المعهد مؤكداً حرص المعهد على تدريب الموظفين بالقسم على هذا العمل ليتعرفوا على كيفية استخدام هذه الأجهزة وسبل تسخيرها وتطويعها لخدمة البحث العلمي . وتُعَدُّ هذه الأجهزة الأولى من نوعها على مستوى مراكز المخطوطات المحلية التي توظف التقنية الحديثة لخدمة المخطوطات العربية من حيث معالجة المشكلات الفنية والآفات التي تصيب المخطوطات جراء تقادم الزمن كما تُعَدّ نقلةً نوعيةً متقدمةً في الأرشفة والفهرسة الإليكترونية. كما يقدم المعهد خدماته عن طريق قسم مكتبة المعهد حيث تعد مكتبة المعهد ثاني مكتبة في الجامعة بعد المكتبة المركزية من حيث المساحة ومحتوياتها من الكتب والدوريات والرسائل الجامعية وهي مكتبة مخصصة للباحثين وطلاب الدراسات العليا. وقد تّمَّ تزويد مكتبة المعهد بمجموعة كبيرة من الكتب العربية والأجنبية وبلغ عدد الكتب العربية التي زُوِّدت بها المكتبة خلال العام الماضي فقط ما يزيد عن خمسمائة عنوان حديثة كما بلغ عدد الكتب الأجنبية خمسمائة وخمسين عنواناً. ويأتي هذا في ظل تطوير مكتبة المعهد بالجديد في عالم الكتب والدوريات والرسائل الجامعية. وتضم المكتبة حالياً أكثر من عشرين ألف كتاب من مختلف العلوم والمعارف كما تضم حوالي ثلاثة آلاف وخمسمائة رسالة جامعية على مستوى الماجستير والدكتوراه وقد تَمَّ إصدار قرص مدمج ( CD ) لهذه الرسائل العلمية وهو متوفر لدى المعهد .