ما أجمل لحظات الطفولة، وما أعذب تلك الابتسامة المغلفة بالبراءة، وما أندى ذلك الوجه الطفولي الذي يبتسم للحياة ببشاشة وطلاقة بعيداً عن هموم الدنيا ومشاكلها وهرجها ومرجها، ولكن عندما تتحول هذه الأحلام الوردية إلى كابوس مريع ما بين عشية وضحاها فهنا تبدأ القصة وتفتتح الحكاية المأساوية. لم تكد تتلمس خطواتها الأولى ولم تتجاوز عامها الأول في هذه الحياة حتى تحولت أثير من طفلة بريئة حالمة تسرح وتمرح في عالمها الخاص إلى هيكل عظمي ليس فيه من الطفولة سوى الاسم والمسمى. نعم سقطت أثير طريحة الفراش دون مقدمات أو سابق إنذار ففقدت الحركة بشكل كامل لتتوقف عن الكلام وحتى الصراخ إلا من بعض الأنين الذي تعبر به عن ألمها وهمها الذي يثقل كاهل الجبال فكيف بطفلة تحمله لثلاثة عشر عاماً. ضمور في العضلات وتيبس في المفاصل وتقوس في الأطراف وخلع كامل في الحوض مع تهتك شديد في العمود الفقري لكن الأدهى والأمر من ذلك كله هو ضمور المخ الذي فقدت على إثره الإدراك والاستيعاب لكنها لم تفقد أبداً المشاعر والإحساس. ورغم أننا نعيش طفرة هائلة في عالم الداء والدواء عالم الطب والعلاج إلا أن الأطباء وقفوا حائرين عاجزين أمام هذه الحالة النادرة فلم يجدوا حلاً لها سوى حقنها بتلك المسكنات اليومية التي ستؤدي بها حتماً إلى الفشل الكلوي على المدى البعيد لكنه الحل الوحيد الذي يملكونه للتخفيف من ألمها المتواصل. لم يقف والدها مكتوف الأيدي فتحرك لجلب الأوامر من هنا وهناك وقد تجاوب معه المسؤولون مشكورين في تحويل الحالة للعلاج المجاني في أفضل المستشفيات بالمملكة لكن الأمر الذي اتضح جلياً أن حالة أثير تستوجب العلاج خارج البلاد في إحدى الدول المتخصصة في هذا المجال. أناشد أصحاب القلوب الرحيمة في هذه البلاد المباركة بأن يتفضلوا على هذه الطفلة البريئة بالعلاج خارج المملكة حتى تتوقف دموع أسرتها المكلومة ويتوقف أنين الأثير. [email protected]