يعتقد البعض ان مرض التهاب المفاصل يصيب كبار السن فقط فهو من الامراض الشائعة والمزمنة عند الاطفال دون عمر السادسة عشر ويطلق عليه مرض التهاب المفاصل الرثياني الطفولي وقد يصيب مفصلاً واحداً في الجسم او قد يصيب مفاصل متعددة. ومن اهم اعراضه: تورم المفصل. احمرار وحرارة حول المفصل. قصور في حركة المفصل. ألم يزداد عند تحرك المفصل او عند الضغط او اللمس. تيبس المفصل، خصوصاً عند الاستيقاظ صباحاً. يشكل العلاج الطبيعي ركناً اساسياً من اركان العناية الطبية وتتضمن اهدافه مايلي: تخفيف الالم والتيبس اللذين يشعر بهما الطفل. منع تشوه المفصل وحمايته. الزيادة والمحافظة على حركة المفصل. المحافظة على قوة وحجم العضلات. تهيئة الطفل للاعتماد على نفسه بقدر المستطاع لاداء اعماله اليومية باستقلالية. خطة برنامج العلاج الطبيعي: يصمم البرنامج تبعاً للحالة المرضية للطفل. في المرحلة الحادة للمرض قد يعاني الطفل من ألام وتيبس في المفاصل، وقصور في المدى الحركي لذلك ينصح باراحة المفصل عن طريق استخدام جبائر خاصة للمفاصل الهدف منها هو المحافظة على وضع المفصل الصحيح والتقليل من الألم الناتج عن التهاب المفاصل ومن الجبائر الشائعة الاستخدام الجبائر الساندة للمعصم والركبة. عند اخضاع المرض للسيطرة بالعلاج الطبي الدوائي يتكون البرنامج العلاج الطبيعي مما يلي: العلاج المائي: للتخفيف من حدة الألم وتيبس المفاصل خصوصاً عندما تعدد المفاصل المتأثرة، بامكان الطفل ايضاً تأدية التمارين داخل حوض السباحة لان الماء يقلل من الضغط على المفاصل. العلاج بالشمع: خاصة عندما تكون المفاصل صغيرة متأثرة مثل مفاصل اليد والاصابع. التنبيه العصبي الكهربائي عبر الجلد: يعتبر من الاجهزة النافعة لتخفيف الألم خصوصاً عندما يكون عدد المفاصل اثنين فأقل ويشترط ان يكون الطفل على وعي حسي بشدة تيار الجهاز. تمارين للمحافظة على المدى الحركي ومنع اي قصور فيه (يجب القيام بالحركة الى الحد الذي يشعر معه المريض بعدم الارتياح). في المرحلة المزمنة من المرض قد يعاني الطفل من: تشوهات (تقفعات) بالمفصل.... فعندما يحدث التهاب بالمفاصل قد يسبب شعوراً بالم وضغط حول المفصل، وهذا يجعل الطفل يتخذ اوضاعاً مريحة له للتخفيف من الالم وغالباً مايكون وضع الثني فإذا بقي المفصل في هذا الوضع فترة طويلة فإنه يؤدي الى تقلص وقصر في الاوتار والعضلات وبالتالي الى تشوه في المفصل. ضعف وضمور في العضلات التي تحيط المفصل المتأثر، وهذا يحدث نتيجة لعدم استخدام المفصل بطريقة صحيحة اثناء نشاط المرض. في هذه المرحلة يتكون برنامج العلاج الطبيعي مما يلي: استخدام جبائر تعديلية لزيادة المرونة التقليل من هذه التشوهات. تمارين الاستطالة: تمارين التقوية التي تؤدى باستخدام اثقال مناسبة وقدرة الطفل او استخدام الشريط المطاطي لا يقتصر دور العلاج الطبيعي على المعالجة بل يشمل ايضاً تثقيف الأهل والمريض بأهمية البرنامج المنزلي، فاذا لم نتمكن من إقناعهم بأهمية وضرورة البرنامج المنزلي المصمم خصيصاً لحالة الطفل فإن المعالجة والمفاهيم الأخرى تصبح أقل فعاليه. هناك مفاصل معينة من الجسم تتأثر بشكل كبير اذا لم تعط عناية اضافية: الرقبة: من الاعراض الشائعة عند الاطفال المصابين بالتهاب المفاصل تأثر الرقبة، فهم لا يقدرون على رفع الرأس الى أعلى أو لف الرقبة الى اليمين او اليسار لذا من المهم: تشجيع النشاطات التي تتطلب رفع الرقبة الى اعلى على سبيل المثال وضع التلفزيون في مكان مرتفع اعلى مستوى النظر. تجنب ثني الرقبة او الرأس الى الامام اثناء الدراسة لمدة طويلة. الفك: قد يصاب ببعض التيبس والألم مما يمنع المريض من فتح فمه بدرجة كافية لمضغ الطعام بالصورة الصحيحة، لذا يجب: تشجيع الطفل على فتح فمه وإغلاقه بصورة متكررة. اكل الوجبات التي تتطلب فتح الفم بصورة تامة. الكتف والكوع: قد يصاب بنقص في المدى الحركي، مما قد يفقد المريض القدرة على تحريك الذراع فوق الرأس أو تمشيط الشعر او تثبيت الملابس خلف الظهر، لذا يجب تشجيعه على اداء اعماله اليومية بنفسه. الرسغ واليد: يصاب الرسغ والأصابع بالتيبس غالباً والضعف مما قد يفقد المريض القدرة على الإمساك بالأشياء. لذلك يجب إبلاء عناية خاصة بالتمارين التي تحافظ على القبضة. الورك: يصاب بالتيبس ونقص في المدى الحركي حيث تتأثر مشية المريض وقد يجد صعوبة في مزاولة النشاطات اليومية مثل الجلوس متربعاً، النهوض من على الأرض، والسجود اثناء الصلاة. الركبة: عند حدوث التهاب في مفصل الركبة ينتج عنه زيادة في إمداد الدم لمركز نمو العظام «الصفيحة الكردوسية» وهذا يزداد كلما زاد نشاط المرض مما يؤدي الى زيادة في طول الرجل المصابة وهذا يلاحظ بكثرة عندما يكون التأثر غير متماثل. وهذه الزيادة ينتج عنها عرج اثناء المشي ويصحح بإضافة قطعة من البلاستيك لحذاء الرجل القصيرة (السليمة) حتى تعادل الرجل المصابة. الأقدام: التهاب المفاصل يؤثر على القدم فارتداء الحذاء غير المناسب يؤدي الى حشر القدم والضغط عليها مما يؤدي الى تشوه شديد وربما اعاقة بحيث لا يستطيع الطفل المشي بطريقة صحيحة. لذلك يجب ان نولي عناية خاصة للأحذية التي يرتديها الطفل. ارتداء الاحذية اللينة المريحة الواسعة من الامام التي يكون لها ساند مثل الاحذية الرياضية يساعد الطفل على تخفيف الضغط والألم الناتج عن التهاب مفصل القدم وبالتالي المشي بطريقة سليمة. نصائح عامة: تعتبر البيئة الدافئة الرطبة الافضل في تخفيف تيبس وألم المفاصل ويمكن توفير هذا النوع في المنزل من خلال الاستحمام في حوض الاستحمام (البانيو). عندما يكون هناك نشاط للمرض مثل آلام بالمفاصل، سخونة وتورم يجب ايقاف التمرين. يجب تجنب التمارين والنشاطات التي تؤثر بشدة على المفصل او الجسم كالقفز على الحبل، وكرة الطاولة وكرة السلة، والقفز من أماكن مرتفعة والألعاب التي يحدث بها احتكاك بين اللاعبين. لا تستمر فترة طويلة في النشاطات التي تتطلب ابقاء المفاصل في وضع معين فترة طويلة (مثل الكتابة واللعب بالكمبيوتر التي تتطلب ابقاء الرسغ في وضع ثابت). قد يمل الطفل التمارين بسرعة ولا يرغب فيها وابحث عن وسائل لدمج التمارين مع اللعب. السباحة وركوب الدراجة من افضل التمارين للمرضى من مختلف الاعمار. ٭اخصائية علاج طبيعي أولى