مازالت الأيام تمضي ومازلنا نفتقد لجنون ومتعة كرة القدم السعودية والسبب غيابه، وها قد افتقد الدوري طعمه أيضا بسبب غيابه، وافقدت أخيرا البطولة الآسيوية إثارتها وقوتها بسبب غيابه الذي طال، فشهور مضت ومشرف الكرة السعودية آسيويا في العقد الأخير مازال غائبا، فقد قالوا: إنها كبوة جواد، وقالوا أيضا إنها استراحة محارب والاتحاد سيعود!. فالحقيقة وللأسف أنني إلى الأن لا ألمس تلك المقومات التي قد تعيد لنا قوة الاتحاد!. فتعدد الآراء والأسباب بين جماهير العميد باتت تقلقني كثيرا، فقد ربطت بعض الجماهير عودة الاتحاد مع عودة منصور البلوي، والبعض الآخر قال إنه كيف تنتظر عودة الاتحاد في ظل غياب العضو الداعم واحتياج الفريق للمال، والبعض الآخر قال: مدربون على لاعبين أجانب مغمورين ولا يليقون بسمعة الاتحاد، ولكن كل ما ذكر هو لا يوازي 30 % من الأسباب الحقيقة في تراجع الاتحاد. فالنقاط الرئيسية التي غابت عن الكثير هي التي أراها سببا كبيرا في هبوط مستوى الاتحاد، فقد أصبح أغلب مشجعي الاتحاد يتقبلون فكرة وجود بعض اللاعبين المغمورين المحليين كأساسين، بينما لو عدنا للوراء قليلا، الاتحاد كان يملك في عام 2004 2005 لاعبين خرافيين في عز مستوياتهم ومعدل أعمارهم حينها كان 24 عاما فقط ووصل الاتحاد في تلك الأعوام إلى مرحلة بقاء المدافع الكبير أسامة المولد احتياطيا لحمد المنتشري ورضا تكر، بينما الآن لا يوجد في نادي الاتحاد لاعب بإمكان النادي الاعتماد عليه كأساسي سوى أسامة المولد فقط في خط الدفاع، ومن خط المنتصف محمد نور وسعود كريري، وأمامه نايف هزازي. الغريب في الأمر أن الاتحاد الآن وصل لمرحلة أنه لا يمتلك أي لاعب عمره بين ال 22 حتى 26 سوى نايف هزازي وسلطان النمري، أيعقل أمر كهذا ؟؟ أين اللاعبون الشباب الذين من المفترض تواجدهم في هذه الفئة العمرية ليكملوا مسيرة الجيل الذهبي؟ أيعقل أنه تم إبعاد وتنسيق أكثر من 60 لاعبا؟ فهذا أمر أستغربه كثيرا من قبل نادي عريق مثل الاتحاد، فلذلك قد يدفع الاتحاد حاليا ثمن هذه المشكلة. ورغم وصول الاتحاد إلى مرحلة نهاية جيل (ذهبي)، لكنني مازلت أرى أن كثيرا من الجماهير مازالت تعول على هذا الجيل الذي شارف على الانتهاء كثيرا. فالحقيقة أنكم تطالبون هذا الجيل الذهبي أكثر من طاقاتهم، فهذا الجيل قد أسعدكم كثيرا وقد جلب لكم الفرحة والسعادة الدائمة، ولكن إنها سنة الحياة وكرة القدم وعلى الاتحاديين أن يدفعوا ثمن اتكاليتهم على هذا الجيل الذهبي دون منح الفرصة للشباب في ذلك الوقت، وعلى الجماهير أن لا تطالب الجيل الذهبي بأي بطولة الآن سوى مشاهدة المتعة والروح والحماس منهم، حتى أن يكتمل عقد الجيل القادم للفريق. وإذا ما أراد الاتحاد العودة فعليه أن يبعد بعض اللاعبين المتهالكين، والابتعاد الكلي عن الصفقات المحلية الغريبة التي لن تضيف شيئا للعميد، فمن الأولى أن يمنحوا الفرصة لشباب الاتحاد كأساسيين في أقرب وقت حتى يستفيد هؤلاء الشباب من خبرة اللاعبين الموجودين حاليا بدلا من التعاقد من أسماء محلية مغمورة، التي هي في اعتقادي أنها لن تضيف الكثير للاتحاد، فهؤلاء الشباب أبناء النادي بحاجة إلى الفرصة كي يقودوا الاتحاد ل 10 سنوات قادمة على أقل تقدير.