تنطلق في 14 مايو المقبل الدورة الثانية عشرة لمهرجان الخليج للإذاعة والتلفزيون في العاصمة البحرينية المنامة. الذي بدأ أولى دوراته في العام 1980م، ها هو الآن بعد مرور هذه السنوات، تثبت جذوره، وتتطور فعالياته، ليصبح ذا أثر اكثر وضوحا في المسيرة الإعلامية الخليجية والعربية. وينظم المهرجان جهاز إذاعة وتلفزيون الخليج لمجلس التعاون لدول الخليج العربية، بالتعاون مع هيئة شؤون الإعلام بمملكة البحرين، وتحمل دورته القادمة العديد من ملامح التجديد والابتكار، وهو ما سنتعرف عليه من خلال حوارنا مع الدكتور عبدالله بن سعيد أبو راس مدير عام جهاز إذاعة وتلفزيون الخليج، وأمين عام المهرجان .. وهكذا دار حوارنا معه: • اعتدنا منكم خلال الدورات الماضية أن تحمل كل دورة ملمحا جديدا يضاف إلى هذا الحدث الإعلامي الخليجي.. فما الجديد في هذه الدورة؟ • نحن بالفعل نسعى دائما إلى تطوير هذا المهرجان، ليواكب الحراك الإعلامي الذي يتغير بسرعة فائقة في العالم، ولكننا أيضا نحرص على ألا يكون هذا التجديد أو التطوير من حيث الشكل فقط، وإنما من حيث المضمون، عملا على تأدية رسالة إعلامية هادفة. وقد بدأنا الإعداد لهذه الدورة مبكرا، ومن خلال اجتماعات اللجنة الدائمة للمهرجان، التي تضم أعضاء من كافة الهيئات الأعضاء في الجهاز، تقرر بحث إدخال نظام التحكيم الإلكتروني على أفرع مسابقات المهرجان، وبالفعل تم تكليف خبراء في هذا المجال ووضعوا برنامجا تقنيا مناسبا لطبيعة مسابقات المهرجان، وتم تجريبه لدينا في الجهاز، ونأمل أن يسهم في تيسير أعمال التحكيم وضمان دقتها. • لكن.. لماذا كانت هذه الخطوة.. والاهتمام بها، وما هي إيجابيات نظام التحكيم الإلكتروني في رأيكم؟ • نحن في عصر تعمل فيه التقنيات الحديثة، وبخاصة «شبكة الإنترنت» على إتاحة ما كان صعبا، وتحقيق رغبات التطوير والإبداع، ونظام التحكيم الإلكتروني يتيح لنا عدد من الأمور أشياء، أهمها: أنه يمكن لإدارة المهرجان اختيار خبراء أكفاء للمشاركة في أعمال التحكيم، أيا كان موقع إقامتهم، فقد يعتذر البعض عن الحضور إلى مقر المهرجان لانشغاله، لكنك بطريقة التحكيم عن بعد تكسب خبيرا تود مشاركته، ثانيا: أن مهرجان الخليج تميز بحيادية ونزاهة أعمال التحكيم، وهذا النظام يزيد من ضمانات هذه الحيادية، حيث لا يجتمع أعضاء اللجان في مكان واحد، بل يتم استخراج النتيجة آليا دون تدخل من أحد. • وهل هناك جديد في مسابقات المهرجان؟ • في هذه الدورة سعينا إلى فصل مسابقة البرامج الثقافية عن مسابقة البرامج التوعوية، ليصبح لكل منهما مسابقته الخاصة، وطبقنا ذلك على جميع مسابقات المهرجان، رغبة في تشجيع القنوات والشركات على إنتاج هذه النوعية من البرامج التي لا يزال المشاهد في حاجة إلى المزيد منها، للإسهام في الارتقاء بوعيه، ولابد للمهرجان أن يشجع الأعمال المتميزة من هذه النوعية من البرامج. • في رأيك ما الذي يميز هذا المهرجان عن غيره من المهرجانات المماثلة؟ • نحن ندخل في منافسة بمعناها الإيجابي لا السلبي مع الآخرين، نتابع ونقيم ليس فقط الأحداث العربية المماثلة، بل الأحداث الدولية، لذلك نحرص على الاستفادة من تجربة هامة مثل مهرجان كان. أما ما يميزنا عن المهرجانات العربية الأخرى، هو هذا الدعم الحقيقي من كافة المسؤولين عن الإعلام في الدول الأعضاء في الجهاز، وعلى رأسهم أصحاب المعالي وزراء الإعلام، وأود هنا أن أذكر دور معالي وزير الثقافة و الإعلام الدكتور عبد العزيز بن محيي الدين خوجة رئيس مجلس إدارة الجهاز، ومعالي الشيخ فواز بن محمد آل خليفة رئيس هيئة شؤون الإعلام بمملكة البحرين رئيس المهرجان، وأصحاب السعادة أعضاء مجلس إدارة الجهاز، وأعضاء اللجنة الدائمة للمهرجان، كل هؤلاء يقفون داعمين لنا، ونحظى بتعاون مثمر، يتجلى في أيام المهرجان، وهذا الزخم الإعلامي الذي نعيشه. ولابد أن أذكر أن التعاون مع هيئة شؤون الإعلام ممتد لكافة العاملين بالهيئة وعلى رأسهم علي الرميحي، القائم بأعمال مدير عام الإذاعة والتلفزيون نائب رئيس المهرجان. • بمناسبة الزخم الإعلامي الذي يشهده المهرجان.. كيف تختارون ضيوفكم؟ • لدينا وفود رسمية تشارك من الهيئات الأعضاء في الجهاز، وتضم مسؤولين وفنانين وإعلاميين، كما يتم ترشيح مجموعة من نجوم العمل الإعلامي والدرامي من كافة أنحاء العالم العربي، ودعوتهم لحضور الفعاليات، بالإضافة إلى من يشاركون في سوق الإنتاج الإذاعي والتلفزيوني، والندوات. • وهل هناك جديد بالنسبة لسوق المهرجان؟ • نحن نهدف من هذا السوق أن نجمع أهم شركات الإنتاج والتوزيع المتخصصة، لتكون متاحة أمام المؤسسات الرسمية والشركات الخاصة الخليجية، لتبادل الاتفاقيات، وبحث سبل التعاون، وحرصا منا على تحقيق أعلى قدر من هذه المشاركة، وهو ما يحتاج إلى إدخال القطاع الخاص لتفعيل هذه المشاركات، فقد تم في هذه الدورة الاستعانة بشركة متخصصة لتتولى بناء وتنظيم السوق، وفقا للأسس والأهداف الخاصة بالمهرجان، وبمتابعة من الجهاز. • بالنسبة للمكرمين هذا العام.. هل تم ترشيحهم؟ • وفقا للائحة المهرجان، يتم ترشيح اثنين من كل هيئة من الهيئات الأعضاء في الجهاز لتكريمهما في المهرجان، على أن يكون أحدهما في مجال التلفزيون والآخر في مجال الإذاعة، ويجري حاليا استكمال الأسماء التي سيتم تكريمها من الهيئات. ومن المقرر أن يكرم الجهاز خلال هذه الدورة عدد من المسؤولين الذين دعموا أعمال الجهاز خلال توليهم مسؤوليات تتعلق بالجهاز بلادهم على رأسهم الشيخة مي بنت محمد آل خليفة وزيرة الثقافة بمملكة البحرين، التي كانت تحمل حقيبتي الثقافة والإعلام بمملكة البحرين، والشيخ جبر بن يوسف بن جاسم آل ثاني الرئيس التنفيذي للمؤسسة القطرية للإعلام بدولة قطر، والشيخ فيصل بن خليفة المالك الصباح وكيل وزارة الإعلام بدولة الكويت، والشيخ راشد بن عبدالرحمن آل خليفة سفير مملكة البحرين بالقاهرة والرئيس التنفيذي لهيئة الإذاعة والتلفزيون سابقا، الشيخ عبد الله بن شوين الحوسني وكيل وزارة الإعلام السابق بسلطنة عمان، وحسن محمد عبدالكريم الرئيس التنفيذي للهيئة العامة للإذاعة والتلفزيون بمملكة البحرين، وفوزي التميمي وكيل وزارة الإعلام المساعد لشؤون التلفزيون دولة الكويت، إضافة إلى بدرية راشد العامر منسق الاتصال سابقا بمملكة البحرين، وعلي صالح الجمرة منسق الاتصال السابق للجهاز بالجمهورية اليمنية. • من خلال متابعتي لفعاليات الدورة الماضية، لا حظت أهمية الموضوعات التي تطرح من خلال ندوات المهرجان.. ماذا عن ندوات هذا العام؟ • بعد إقرار قادة دول مجلس التعاون لإستراتيجية العمل الإعلامي المشترك لدول مجلس التعاون لدول الخليج العربية، تقرر أن تقام ندوة حول محاور هذه الاستراتيجية، وذلك بالتعاون مع الأمانة العامة لمجلس التعاون، حتى تتحول أهداف الاستراتيجية ومحاورها إلى بنود قابلة للتنفيذ على أرض الواقع، وأظن أن الحشد الإعلامي الذي سيتواجد في المهرجان، سيسهم في إبداء رؤى تسهم في تفعيل هذه الاستراتيجية التي نعول عليها الكثير في المرحلة المقبلة. كما يقيم المهرجان ندوة حول «الإعلام الجديد»، وذلك بهدف مواكبة التطور الإعلامي المتلاحق الذي يجري في العالم، والتعرف على آثاره الإيجابية والسلبية. ويجري حاليا اختيار مجموعة من الخبراء لتقديم أوراق عمل وفقا لمجموعة من المحاور التي تم وضعها من قبل الجهاز، خاصة أن مصطلح الإعلام الجديد أصبح يحمل في طياته الكثير من اللغط الذي يجب أن نواجهه بنقاش علمي ممنهج. • أخيرا.. ما الذي تأمله لهذه الدورة؟ • لقد اعتدت أن أطمح دائما إلى الأداء الجيد المنظم، والمهرجانات التي تعتمد على حرفية العمل، ومهنية الأداء، تسعى إلى التنظيم المحكم، وهو بالفعل ما نسعى إليه جميعا كعاملين في هذا المهرجان، وأدعو الله العلي القدير أن يوفقنا لتحقيق ما نصبو إليه.