جسد الانتقال السلمي والسلس للسلطة في اليمن مقولة الحكمة اليمانية، بيد أن المرحلة المقبلة تحتاج إلى جانب الحكمة، بعد النظر والهدوء في معالجة التحديات الكبيرة التي تنتظر اليمن الجديد في عهد الرئيس عبد ربه منصور هادي الذي فاز في الانتخابات الرئاسية كمرشح توافقي لجميع اليمنيين. حالة التفاؤل انتشرت في أوساط القوى اليمنية بعد نزع فتيل الأزمة عبر البدء في تطبيق بنود المبادرة الخليجية والتي كانت بمثابة طوق نجاة لليمنيين وخارطة طريق ليمن خال من الصراعات الطائفية والحزبية والقبلية. التحديات التي تواجه الرئيس هادي متعددة ولكن العزيمة والإرادة المتوفرة لدى الشعب ستصل باليمن الجديد لإقامة الدولة المدنية. وأمام الرئيس هادي ملفات لا تقل خطورة عن ملف تنظيم القاعدة، مثل إعادة هيكلة الجيش والتعامل مع الوضع الاقتصادي المتردي ومعالجة مشاكل البطالة والفقر واحتواء شباب الثورة، وإنهاء جميع مظاهر التسلح في اليمن وإقامة حوار وطني حقيقي يضم جميع شرائح المجتمع اليمني. ويرى الكثيرون أن نجاح هادي في ترتيب البيت اليمني من الداخل ينبثق من المضي قدما في تنفيذ ماتبقى من بنود المبادرة الخليجية، وبناء تحالف قوي بين الدولة والقبيلة على أسس سيادة القانون ودولة المؤسسات. الإجماع اليمني على الرئيس هادي كرجل المرحلة والمخرج الوحيد للأزمة التي عصفت باليمن يضع على كاهله مسؤولية جسيمة، إذ لن يستطيع الرئيس الثاني عشر عبدربه منصور هادي أن يحقق النجاح دون تكاتف القوى الداخلية وتعاون الأشقاء في دول الخليج وتشجيعهم المستمر لجهود التوافق والاستمرار في اجتثاث سرطان القاعدة والعناصر التخريبية. هادي.. يحلم اليمنيوين أن يكون من اسمه نصيب في يمن لم يكن هادئا في السابق .. فهو القادم من أبين إلى كرسي الرئاسة، متطلعا إلى إعادة الهدوء في بلاده في زمن الربيع الصاخب.