تقول الأخبار القادمة من الطائف إن هناك تزايدا ملحوظا لأعداد المرضى النفسانيين الهائمين في الشوارع، هذا التزايد تبرأت منه الشؤون الصحية بالمحافظة، مشيرة إلى أن أولئك الهائمين ليسوا من نزلاء مستشفى الأمراض النفسية ولم يسجل المستشفى هرب أحد من نزلائه. وكأن هذا النفي يخلي مسؤولية الشؤون الصحية عن دورها الاجتماعي الواجب القيام به بغض النظر عن أن هؤلاء نزلاء؛ كون الهائم مريضا في الأساس.. وحقيقة الأمر أن أغلبنا مرضى نفسانيون بصورة أو بأخرى، الفرق أن بعضنا ما زال في حالة تماسك يظهر أننا أشخاص أسوياء بينما حقيقتنا أننا مرضى ولكن بنسب متفاوتة.. فالزمن الذي نعيشه زمن متسارع ومتقلب تعجز بعض النفوس عن إيجاد التوازن النفسي فيه ويظل الفرد متأرجحا بين المتغير وما تعوده من انتظام في حياته السابقة، كما أن تكاليف الحياة الباهظة تمثل أداة ضغط عنيفة قادرة على خلق انقلابات نفسية حادة. وفي مثل هذه الأجواء يزداد الخلل النفسي ويظهر على الفرد كحالة واجبة الخضوع للعلاج السريري، وكلما تزايد ظهور هذه الحالات يصبح من الواجب تدخل الجهات المسؤولة لاحتواء ذلك التزايد من غير التنصل أو التقليل من أهمية ما يحدث على أرض الواقع. وأجدني مستغربا من تصريح الناطق الإعلامي للشؤون الصحية بمدينة الطائف حين يقلل من خطورة الأمر ويحكم غيابيا بأن العديد من تلك الحالات لا يستدعي إدخالها إلى المستشفى، ومنبع الاستغراب أن تلك الفئات الهائمة لم تخضع للتشخيص السريري فكيف حكم بأن تلك الحالات لا تستدعي حالتها إدخالها إلى المستشفى. وحين تتنصل الشؤون الصحية من أداء واجبها تزداد خطورة الحالات الصحية الهائمة ليس كضرر على المجتمع الذي يهيمون فيه فحسب بل يزداد الضرر على المرضى أنفسهم بحيث تتردى الحالات وتدخل في أطوار مرضية متقدمة. وأن تنفي الشؤون الصحية مسؤوليتها عن الهائمين وتحمل ذويهم مسؤولية عدم تسليمهم لمستشفى الأمراض النفسية يصبح السؤال: من يحمي هؤلاء المرضى من أنفسهم؟ وإن تخلت عنهم أسرهم هل يكون دور الجهة المسؤولة التخلي عنهم أيضا؟ هو سؤال يحملنا جميعا مسؤولية هؤلاء الناس الذين كتب عليهم المرض ولم يكتب علينا (التفرج) على ضياعهم النفسي والاجتماعي.. فهل بالإمكان تدخل جهات من أجل إقناع الشؤون الصحية بالطائف لاحتواء هؤلاء الهائمين وإخضاعهم للكشف السريري بدلا من تحميل الأسر المسؤولية والتي لا أشك أن ذويهم طرقوا بهم أبواب المستشفى فلم يجدوا لهم مكانا. [email protected] للتواصل أرسل sms إلى 88548 الاتصالات ,636250 موبايلي, 737701 زين تبدأ بالرمز 159 مسافة ثم الرسالة