قتل دبلوماسي سعودي يعمل في السفارة السعودية في بنجلاديش فجر أمس أمام منزله في طريق غولشان في دكا. وأوضح سفير خادم الحرمين في بنجلاديش الدكتور عبدالله البصيري في اتصال هاتفي مع «عكاظ» أمس، أن المجني عليه خلف العلي يعمل سكرتيرا ثانيا ومسؤولا في القسم القنصلي في السفارة) تعرض لهجوم مسلح، ونقله بعض المارة إلى المستشفى المتحد، وتوفي متأثرا بجراحه. وأشار إلى أن العلي «تلقى رصاصة بينما كان يهم بالدخول في منزله فجر أمس، واخترقت الرصاصة القلب واستقرت فيه». وأضاف وقفت شخصيا على مجريات الواقعة وسير التحقيقات، وتواصلت مع كبار المسؤولين، وطالبتهم بسرعة الوصول للجناة وتقديمهم للعدالة بدون أي تأخير، ومعرفة الدوافع والأسباب المؤدية للحادث. وأشار إلى أنه تواصل مع المسؤولين في وزارة الخارجية، وأطلعهم على مجريات الحادث الأليم الذي راح ضحيته مواطن سعودي مثل بلده خير تمثيل من خلال موقعه الوظيفي. وأكد الدكتور البصيري، أن الفقيد خلف العلي الشمري، كان من خيرة الموظفين أدبا وخلقا، ولاتوجد لديه إشكالات مع أحد، يتمتع بسيرة حسنة، مقدما تعازيه لخادم الحرمين الشريفين وسمو ولي العهد وسمو وزير الخارجية في فقد أحد أبناء الوطن. وأوضح البصيري أن جثمان الفقيد سيصل إلى المملكة اليوم على متن طائرة خاصة، مبينا أن الفقيد الذي عمل في السفارة خلال ال 18 شهرا الماضية، يبلغ من العمر 45 عاما ولديه ابن واحد. وشدد البصيري على حرص الحكومة البنغلاديشية على تعقب الجناة مستدلا باجتماع دولة رئيس الوزراء البنغلاديشي أمس مع رؤساء الجهاز الأمني وتعزيته هاتفيا. وقال: «تلقينا التعازي أمس في الفقيد، ونسأل الله أن يتغمده بواسع رحمته ويسكنه فسيح جناته.. إنا لله وإنا إليه راجعون». سلطات بنجلاديش بدأت التحقيق في الجريمة «الخارجية»: وفاة موظف في سفارتنا بإطلاق نار قرب منزله عبدالله الحارثي (جدة)
صرح مصدر مسؤول بوزارة الخارجية أنه في تمام الساعة الحادية عشرة مساء أمس الأول، تعرض الموظف في سفارة خادم الحرمين الشريفين لدى بنجلاديش خلف بن محمد سالم العلي، لإطلاق نار خلال قيامه بالمشي قرب منزله بالعاصمة دكا، وتم نقله فورا إلى المستشفى لمحاولة إسعافه، وشاءت إرادة المولى عز وجل أن ينتقل إلى رحمة الله في الساعة الثانية فجرا. وباشرت السلطات البنجلاديشية وعلى أعلى المستويات بإجراء تحقيقاتها المكثفة في هذه الجريمة للوصول إلى كافة الظروف والملابسات المحيطة بها، بما في ذلك القائمون على هذا العمل الإجرامي ومعرفة دوافعهم، كما تم الطلب من السلطات البنجلاديشية سرعة تكثيف الحماية اللازمة لكافة موظفي السفارة والملحقيات والمكاتب التابعة لها. واتصل وزير الدولة للشؤون الخارجية الدكتور نزار بن عبيد مدني بشقيق الفقيد خلف العلي ونقل إليه ولأسرته تعازي صاحب السمو الملكي الأمير سعود الفيصل وزير الخارجية، فيما باشرت وزارة الخارجية الإجراءات المطلوبة لنقل جثمان الفقيد إلى أرض الوطن. وجاء في بيان بهذا الشأن «ووزارة الخارجية إذ تعلن ذلك بكل أسف وحزن فإنها ترفع التعازي لخادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود وسمو ولي عهده الأمين وأسرة الفقيد وحكومة وشعب المملكة، وتدعو المولى عز وجل أن يتغمد الفقيد بواسع رحمته وفسيح جناته وأن يحتسبه من الشهداء». من جهته، أوضح السفير أسامة نقلي مدير الإدارة الإعلامية في وزارة الخارجية، أن السفارة ترسل بشكل دوري تعليمات أمنية لكافة الدبلوماسيين حرصا عليهم وعلى ذويهم بهدف أمنهم وسلامتهم. وقال ل «عكاظ»: إن إجراءات الحماية لكافة البعثات الدبلوماسية متوفرة إلا أن هناك حالات تقع خارجة عن إرادة الجميع. وأكد أن التحقيقات ستكشف طبيعة الحادثة إذا كانت جنائية أم إرهابية. ابن الفقيد يروي ل «عكاظ» قصة الاغتيال: اتصلت على والدي ولم تظهر عليه علامات القلق محمد الغامدي (الرياض) خيم الحزن على أسرة الشهيد الفقيد الدبلوماسي خلف العلي الشمري، والذي راح ضحية غدر بإطلاق الرصاص عليه. وبين ل «عكاظ» ناصر «22 عاما نجل الفقيد الوحيد»، أن اتصاله بوالده لم ينقطع، وكان ليلة استشهاده يتواصل معه عن أحوال أسرته بعد مغادرته لهم قبل شهرين، بعد أن قام رحمه الله بتزويج اثنين من أخوانه وتمويل هذا الزواج بصورة كاملة. ويضيف ناصر، بنبرات حزينة، «تلقيت نبأ وفاة والدي من عمي بعد ظهور خبر على شاشة التلفاز، يفيد بتعرضه للقتل، وتأكدت بعد اتصال تلقيته من وزارة الخارجية وهذا قضاء الله وقدره». وأشار إلى أنه تحدث مع والده طوال يوم أمس الأول، ولم تظهر عليه بوادر تهديد من أي شخص أو مجموعة أو ارتباك أو انفعال، بل كان حديثه اعتياديا، وفيه الكثير من التفاؤل والاشتياق للعودة للرياض خلال أسابيع، موضحا أن والده طوال العامين التي قضاها في بنجلاديش حظي بعلاقات واسعة من الوسط الدبلوماسي، إضافة لتعامله الجم مع الجميع. ويضيف شقيق الفقيد خالد العلي الشمري، «لا أستطيع وصف حال إخواني وأخواتي بفقدان شقيقهم الذي كان يعولهم، وكان الوالد لهم بعد وفاة والديه». وزاد أن «شقيقي الفقيد جمع أسرتنا في منزل واحد اشتراه لنا وتكفل بتسديد مبالغه حتى أصبح مثقلا بالديون، ومع ذلك لم يشتك بل واصل تزويج شقيقيهما الصغيرين رافع ونايف خلال الشهرين الماضيين وأمن حياتهما الأسرية». وبين خالد أن الفقيد خلف عمل في السلك الدبلوماسي منذ سنوات، حيث سبق له العمل في أذربيجان لمدة سبعة أعوام قبل مجيئه إلى دكا.