اغتال مسلح مجهول في بنجلاديش مساء أمس الأول الاثنين، دبلوماسيا سعوديا من منسوبي سفارة خادم الحرمين في دكا، وذلك عندما أطلق رصاصة من سلاح ناري، اخترقت صدره من الجهة اليسرى، إبان قيامه بالتريض قرب منزله بالعاصمة البنغالية، لينقل على عجل إلى أحد المستشفيات، إلا أنه توفي وهو في الطريق إلى المستشفى. وأوضحت وزارة الخارجية السعودية أن الدبلوماسي المغدور هو خلف بن محمد سالم العلي، مشيرة إلى انها طلبت من السلطات البنجلاديشية، سرعة تكثيف الحماية اللازمة لكافة موظفي السفارة والملحقيات والمكاتب التابعة لها. يأتي ذلك، فيما قال السفير السعودي في دكا الدكتور عبدالله البصيري ل «المدينة» إن ترتيبات تجري لنقل الشهيد العلي إلى الرياض اليوم الأربعاء على متن طائرة خاصة. وقال مصدر مسؤول في وزارة الخارجية إنه «في تمام الساعة الحادية عشرة مساءً من يوم الاثنين 12/4/1433ه، تعرض الموظف بسفارة خادم الحرمين لدى بنجلاديش خلف بن محمد سالم العلي؛ لإطلاق نار خلال قيامه بالمشي قرب منزله بالعاصمة دكا، وقد تم نقله فورًا إلى المستشفى؛ لمحاولة إسعافه، وشاءت إرادة المولى عز وجل أن ينتقل إلى رحمة الله». وأضاف: باشرت السلطات البنجلاديشية وعلى أعلى المستويات بإجراء تحقيقاتها المكثفة في هذه الجريمة للوصول إلى كافة الظروف والملابسات المحيطة بها بما في ذلك القائمون على هذا العمل الإجرامي ومعرفة دوافعهم، كما تم الطلب من السلطات البنجلاديشية سرعة تكثيف الحماية اللازمة لكافة موظفي السفارة والملحقيات والمكاتب التابعة لها». إلى ذلك، هاتف وزير الدولة للشؤون الخارجية الدكتور نزار مدني شقيق الفقيد خلف العلي ونقل إليه ولأسرته تعازي صاحب السمو الملكي الأمير سعود الفيصل وزير الخارجية. كما باشرت وزارة الخارجية الإجراءات المطلوبة لنقل جثمان الفقيد إلى أرض الوطن. ورفعت وزارة الخارجية التعازي إلى خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز، وسمو ولي عهده الأمين، وأسرة الفقيد وحكومة وشعب المملكة، داعية المولى عز وجل أن يتغمد الفقيد بواسع رحمته وفسيح جناته وأن يحتسبه من الشهداء. بدوره، أوضح السفير السعودي في بنجلادش عبدالله البصيري أن الفقيد العلي تعرض لرصاصة غادرة اخترقت صدره من الجانب الأيسر، عندما كان يهم بالدخول إلى مقر سكنه عند الساعة 11 مساء، ونقل على عجل إلى مستشفى يونايتد الذي يعد من أفضل المستشفيات في دكا، لكنه توفي وهو في الطريق إلى المستشفى. وتحدث البصيري عن العلي قائلا: كان الأخ خلف العلي من خيرة الزملاء ويتمتع بسمعة عطرة وطيبة، ولم يكن في الحسبان وقوع مثل هذا الحادث الأليم والفاجع في المنطقة الدبلوماسية التي تخضع للمراقبة الأمنية من قبل السلطات البنجلادشية، ورغم ذلك فإننا في السفارة السعودية دأبنا على توجيه النصائح والإرشادات للزملاء وللرعايا السعوديين بتوخي الحيطة والحذر. وكشف السفير السعودي في بنجلاديش عن أن هناك تنسيقا دبلوماسيا وأمنيا على أعلى مستوى بين الرياض ودكا، منذ وقوع حادثة الاغتيال، مبينا أنه حتى اللحظة لم يتم التوصل لأي أدلة تكشف هوية منفذي الحادث الإجرامي. وذكرت مصادر خاصة ل «المدينة» أن الفقيد العلي وهو رئيس قسم شوؤن السعوديين في السفارة، كان معتادا على ممارسة رياضة المشي بالمنطقة الدبلوماسية (منطقة جولشان) والتي تعد من أرقى الأحياء بدكا، فيما لم يكن يحمل معه أي أوراق ثبوتية لحظة تعرضه للاغتيال، حيث كان يرتدي زيا رياضيا. والفقيد العلي يبلغ من العمر 44 عاما (من مواليد عام 1389 ه)، ولديه ابن واحد يقيم بالرياض مع عمه خالد العلي، وكان الفقيد يتهيأ للانتقال إلى السفارة السعودية في عمان في شهر يوليو المقبل، بعد أن أمضى سنتين في دكا.