نيابة عن خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبدالعزيز آل سعود، يرعى صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن عبد العزيز وزير الدفاع في الرياض مساء اليوم، حفل تسليم جائزة الملك فيصل العالمية في دورتها الرابعة والثلاثين. وأكد أمين عام الجائزة الدكتور عبد الله بن صالح العثيمين في حديث ل «عكاظ»، أن الرعاية الكريمة تجسد الاهتمام الكبير الذي توليه القيادة الرشيدة بقيادة خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز حفظه الله ودعمها المستمر لمؤسسة الملك فيصل الخيرية ورعايتها لجائزة الملك فيصل العالمية. ولفت إلى أن الفائزين بالجائزة في فروعها الخمسة سيتسلمون براءة مكتوبة بالخط الديواني داخل ملف من الجلد الفاخر، تحمل اسم الفائز وملخصاً للإنجازات التي أهلته لنيل الجائزة وميدالية ذهبية عيار 24 قيراطا، وزن 200 جرام وشيكا بمبلغ 750,000 ريال سعودي. إلى ذلك ، فاز بفرع خدمة الإسلام رجل الأعمال المعروف الشيخ سليمان بن عبدالعزيز الراجحي، وفي فرع الدراسات الإسلامية فاز الدكتور عدنان بن محمد بن عبدالعزيز الوزان من المملكة العربية السعودية بموضوع (حقوق الإنسان في الإسلام)، أما في فرع اللغة العربية والأدب ففاز الأستاذ الدكتور علي حلمي أحمد موسى مناصفة مع الدكتور نبيل علي محمد من جمهورية مصر العربية بموضوع (جهود الأفراد أو المؤسسات في مجال المعالجة الحاسوبية للغة العربية) وفي فرع الطب فاز الأستاذ الدكتور ريتشارد بيركويتز مناصفة مع الأستاذ الدكتور جيمس بروس بسل من الولاياتالمتحدةالأمريكية، بموضوع (الحد الأدنى للتدخل العلاجي). وفي فرع العلوم فاز الأستاذ الدكتور ألكسندر فارشفسكي من الولاياتالمتحدةالأمريكية بموضوع علم الحياة (البيولوجيا). طرحت فكرة الجائزة في اجتماع الجمعية العمومية الذي عقد في جمادى الأولى سنة 1397ه، وفي شهر شعبان من العام نفسه، أعلن صاحب السمو الملكي الأمير خالد الفيصل المدير العام للمؤسسة أن مجلس أمناء المؤسسة قرر إنشاء جائزة عالمية باسم الملك فيصل، يرحمه الله، وأن أولى جوائزها ستمنح سنة 1399ه/1979م. وتحددت في البداية ثلاثة فروع للجائزة هي: خدمة الإسلام، والدراسات الإسلامية، والأدب العربي. وأضيف إليها فرعان مهمان هما: الطب والعلوم، وقد بدأ منح جائزة الملك فيصل العالمية للطب سنة 1402ه، والعلوم في سنة 1403ه. وباستثناء جائزة خدمة الإسلام، يتم تحديد موضوع كل جائزة سنويا ويراعى في اختيار موضوعات جائزة الطب مواكبتها للاتجاهات العالمية الحديثة في مجال البحوث الطبية. وقد تحددت غايات الجائزة في العمل على خدمة الإسلام والمسلمين في المجالات الفكرية والعلمية والعملية، تحقيق النفع العام لهم في حاضرهم ومستقبلهم، والتقدم بهم نحو ميادين الحضارة والمشاركة فيها، تأصيل المثل والقيم الإسلامية في الحياة الاجتماعية وإبرازها للعالم، الإسهام في تقدم البشرية وإثراء الفكر الإنساني. ويرتكز اختيار الفائزين بالجائزة على شرطين، هما: الاستحقاق والتميز، التي تدل عليهما المكانة العلمية للفائزين بالجائزة، وأهمية بحوثهم حيث إن 10 منهم فازوا بجوائز نوبل تقديرا للأعمال نفسها التي أهلتهم لنيل جائزة الملك فيصل العالمية، فضلا عن أن أربعة من العلماء الستة الذين فازوا بجوائز نوبل في الفيزياء والكيمياء في عام 2001م، هم من الذين سبق لهم نيل جائزة الملك فيصل العالمية. ومنحت الجائزة منذ إنشائها سنة 1399ه/1979م إلى 223 فائزا من 40 دولة. ولما تتميز به من دقة وأمانة في اختيار الفائزين اكتسبت سمعة عالمية طيبة، وتبوأت مكانة مرموقة بين كبريات الجوائز في العالم. وتتيح المعايير الموضوعية التي تعتمدها الجائزة الفرصة لأي عالم أو مفكر له دراسة علمية أصيلة في الفرع المعلن أن يكون مؤهلا لنيل الجائزة، ما دام قد أغنى مجال تخصصه، وأسهم في تطوره، وحقق فائدة ملحوظة للبشرية، وذلك لأن جائزة الملك فيصل العالمية، حسب ما يؤكده دائما صاحب السمو الملكي الأمير خالد الفيصل: تتميز بأنها ليست لأهداف سياسية أو خلاف ذلك. وقد بنيت أساسا لنصرة الإسلام والمسلمين، ولدفع الثقافة العالمية، والدليل على ذلك نوعية الجنسيات، حتى الأديان، للأشخاص الذين فازوا بهذه الجائزة، كذلك نوعية القرارات التي تتخذها لجنة الجائزة.