على شرف أعضاء لجان الاختيار لجائزة الملك فيصل العالمية تقام مساء اليوم الثلاثاء احتفالية لإعلان أسماء الفائزين بالجائزة لعام 1425ه - 2005م، وقد وجهت هيئة جائزة الملك فيصل العالمية ممثلة برئيسها صاحب السمو الملكي الأمير خالد الفيصل الدعوات لحضور حفل العشاء المصاحب للمناسبة بمبنى مركز الخزامى في شارع العليا. تعد جائزة الملك فيصل العالمية أحد أنشطة مؤسسة الملك فيصل الخيرية التي أنشئت من أجل المحافظة على التراث الإسلامي وتنمية الثقافة الإسلامية، وذلك أملاً بأن تحقق تلك الجائزة فائدة ملموسة للمجتمع الإنساني من خلال تكريم من ساهموا بدور فاعل في خدمة الإسلام والمسلمين، والمفكرين والعلماء ممن أثروا المعرفة الإنسانية ونفعوا بفكرهم وبحوثهم عدداً كبيراً من الناس. وقد طرحت فكرة الجائزة في اجتماع الجمعية العمومية الذي عقد في جمادى الأولى سنة 1397ه، وفي شهر شعبان من العام نفسه أعلن صاحب السمو الملكي الأمير خالد الفيصل المدير العام للمؤسسة أن مجلس أمناء المؤسسة قرر إنشاء جائزة عالمية باسم الملك فيصل، يرحمه الله، وأن أولى جوائزها ستمنح سنة 1399ه - 1979م. وتمنح جائزة الملك فيصل العالمية في خمسة مجالات هي: خدمة الإسلام، والدراسات الإسلامية، واللغة العربية والأدب، والطب، والعلوم. وباستثناء جائزة خدمة الإسلام، يتم تحديد موضوع كل جائزة سنوياً ويراعى في اختيار موضوعات جائزة الطب مواكبتها للاتجاهات العالمية الحديثة في مجال البحوث الطبية. وقد منحت الجائزة منذ إنشائها سنة 1399ه - 1979م 167 فائزاً من 37 دولة. ولما تتميز به من دقة وأمانة في اختيار الفائزين اكتسبت سمعة عالمية طيبة، وتبوأت مكانة مرموقة بين كبريات الجوائز في العالم. ولعل من أهم أسباب وصول الجائزة إلى ما وصلت إليه من مكانة، اجتهاد القائمين عليها في تطبيق نظامها القائم على الحياد، وتطبيقهم لقواعد الترشيح بدقة وإحكام، وتعاون المؤسسات العلمية معها من داخل المملكة العربية السعودية وخارجها. وتتيح جائزة الملك فيصل العالمية التي تمنح سنوياً الفرصة للمؤسسة لتكافئ الذين أوقفوا حياتهم للعلم، وحققوا انجازات فريدة، وتحولاً إيجابياً في مجالات إبداعهم. وهذه الجوائز تمنح لمن خدموا الإسلام والمسلمين، وللعلماء الذين كان لنتائج بحوثهم الأثر في تحقيق تقدم جوهري في تخصصاتهم العلمية خدمة للإنسانية. وهذا الحافز يشجع على توسيع البحوث العلمية وتطويرها وارتياد آفاق جديدة في ميداني الطب والعلوم. إن اختيار الفائزين بهذه الجائزة يركز في شرطين، هما: الاستحقاق والتميز، ولا أدل على المكانة العلمية للفائزين بالجائزة، وأهمية بحوثهم من عشرة منهم فازوا بجوائز نوبل تقديراً للأعمال نفسها التي أهلتهم لنيل جائزة الملك فيصل العالمية، بل إن أربعة من العلماء الستة الذين فازوا بجوائز نوبل في الفيزياء والكيمياء في عام 2001م، هم من الذين سبق لهم نيل جائزة الملك فيصل العالمية. وانطلاقاً من أهداف مؤسسة الملك فيصل الخيرية، وسعيها إلى تأكيد القيم الإسلامية التي ناضل في سبيلها الملك فيصل، رحمه الله، جاء إنشاء جائزة الملك فيصل العالمية، وقد أكد المرسوم الملكي هذا المعنى بنصه على أن تأسيسها يجيء عملاً بالقيم الروحية، والمبادئ الإسلامية التي ناضل في سبيلها جلالة الملك فيصل بن عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود، رحمه الله، وترسما لكفاحه الدائب، وعمله المثابر، وسعيه المتواصل لإعلاء كلمة الله، والذود عن حمى الإسلام، والدفاع عن حقوق المسلمين. واسترشاداً بما تبناه - رحمه الله - من أصول وقواعد مثالية وإنسانية لتحقيق هذه الأهداف السامية، وتخليداً لذكراه العطرة، واعترافاً بأفضاله على البلاد، والأمة الإسلامية جمعاء. وقد تحددت غايات الجائزة في: - العمل على خدمة الإسلام والمسلمين في المجالات الفكرية والعلمية والعملية. - تحقيق النفع العام لهم في حاضرهم ومستقبلهم، والتقدم بهم نحو ميادين الحضارة والمشاركة فيها. - تأصيل المثل والقيم الإسلامية في الحياة الاجتماعية وإبرازها للعالم. - الإسهام في تقدم البشرية وإثراء الفكر الإنساني. وتتيح المعايير الموضوعية التي تعتمدها الجائزة الفرصة لكل عالم أو مفكر له دراسة علمية أصيلة في الفرع المعلن أن يكون مؤهلاً لنيل الجائزة، ما دام قد أغنى مجال تخصصه، وأسهم في تطوره، وحق فائدة ملحوظة للبشرية، وذلك لأن جائزة الملك فيصل العالمية - حسب ما يؤكده دائماً صاحب السمو الملكي الأمير خالد الفيصل - تتميز بأنها ليست لها أهداف سياسة أو خلاف ذلك. وقد بنيت أساساً لنصرة الإسلام والمسلمين، ولدفع الثقافة العالمية، والدليل على ذلك نوعية الجنسيات، وحتى الأديان، للأشخاص الذين فازوا بهذه الجائزة، كذلك نوعية القرارات التي تتخذها لجنة الجائزة. فالرجل الذي حملت الجائزة اسمه، كانت نيته خالصة لخدمة القضايا الإنسانية كافة، وهذا ما ساعد على تبني الجائزة الكثيرة من القيم التي قد لا تتوافر لأي جائزة أخرى.